في لقاء جمعني باثنين من أعز الأصدقاء على الفطور قبل يومين علمت من أحدهم بأن صديقا لنا فرقتنا الأيام و السنين شوهد له مقطع على اليوتيوب يتحدث فيه عن تجربته الطويلة و خططه المستقبلية و التي ترتكز على ردم الهوة بين العالمين العربي و الإسلامي من جهة و العالم الغربي و المسيحي من جهة أخرى، هذا الصديق المشترك و الذي إلتقيته للمرة الأولى في مدينة القاهرة عام 1992م حين عرفني به صديق آخر لنا هو عبدالله بن فيصل الرشيد و الذي كان قد تحدث لي عنه سابقا و قام بالترتيب للقائنا ذاك و ذلك لعدد من الأسباب لعل أهمه هو أن صديقنا هذا هو ايطالي الجنسية و يقطن في أحد مدن الشرق الإيطالي و التي لا تبعد كثيرا عن مسقط رأس والدتي، و بالفعل كان ذلك هو لقائي الأول بالأخ الذي سأطلقت عليه إسم (أبو أمير فيصل إبن أبي الفريدو الإيطالي) و المعروف للجميع بـ (الفريدو مايوليزي – Alfredo Maiolese).
قصة الفريدو كانت ولازلت من أجمل قصص العشق الإلهي و من أروع الأمثلة على قوة الإرادة و ثبات القناعة لدى الإنسان، فقد تحول هذا الإيطالي الشاب و الوسيم و الذي ينتسب لعائلة غنية و متجذرة الأصول الشمالية من برجوازي أوربي إلى داعية أسلامي عصري يرى أن الإسلام كما وصفه لي أنه الحياة بكل معانيها و أن المسلم في العصر الحالي هو امتداد لسيدنا محمد في مهمة الدعوة و تبليغ الإسلام لكل بقاع الأرض.
الفريدو أو فيصل كما يحب أن يسمى و هو الحاصل على شهادة الدكتوراة في (العلاقات الدولية) عاش حياة صعبة بعد إسلامه فقد تجرع الأمرين من أهله و مجتمعه و محيطه القريب و البعيد، فلم يتقبل والديه قرار إسلامه و رفضا بشد صيامه حتى أن والدته هددته بأنها لن تأكل أبدا ما لم يتوقف عن الصيام و يرجع إلى ملته السابقة، و هو أمر يصفه فيصل بالقاسي جدا فيقول (كيف تستطيع أن تحتمل بكاء والديك أمامك و أنت سبب تلك الدموع) إلا انه يردف بأن ذلك كان في رأيه اختبار إلاهيا جعل منه مسلما أكثر ثبات و إخلاصا لهذا الدين العظيم.
ما سرني و ملأني فخر هو عندما علمت بأنه أصبح الآن وزيرا و سفير للبرلمان الدولي للأمن و السلام لشؤون الشرق الأوسط و العالم العربي، وهو المنصب الذي يتولاه من أجل خلق آليات تواصل بين العالمين الإسلامي و المسيحي خصوصا في هذا الزمن المليء بالتوترات الدينية و السياسية العالمية، و هو الدور الذي يقوم به بامتياز نظرا لفهمه العميق للعالمين خصوصا أن الفريدو في سنين الجاهلية كما يسميها كان مسيحيا ممارسا و دارسا للفكر المسيحي بتعمق و هو الآن بالمقابل مسلم مهتدي يمارس دينه مع عائلته الصغيرة المكونة من زوجته المسلمة ذات الأصول السورية و طفليه ( أمير 7 سنوات و ليلى 3 سنوات)و متابع يومي لتطورات العالم العربي و الإسلامي ثقافيا و سياسيا و إجتماعيا.
تحدثت معه يوم أمس و كانت المكالمة فيها كثير من الاشتياق و الحميمية، فقلت له أني فخور بك يا فيصل و أعتز بك صديقا مسلما يمثلنا أحسن تمثيل في عالم يحتاج دعاة متفتحين مؤمنين بأن ديننا يتعدى اللغة و الأصل و البلد، و قال هو بأنه يحتفظ لي بمعزة خاصة و أبلغني بأنه في مقابلته التي أجراها معه الشيخ محمد العوضي على قناة (الراي) ذكر بأن أحد أهم المحطات المفصلية التي دعته لاتخاذ قرار إسلامه كانت الكتاب الذي كنت قد أهديته أنا إياه حينما زار الرياض في أواخر عام 1992م و الذي كان ملخصا باللغة الإيطالية يشرح العقيدة وأركان الدين الإسلامي و العبادات، و قد كان لكلامه هذا وقعا عظيما علّي، فهو بدون شك أفضل عمل قمت به في حياتي، فقد كنت مسخرا لأساعد إنسان في اعتناق الإسلام بحيث يصبح صوتا حضاريا لكافة المسلمين في عقر دار المسيحية (ارض الفاتيكان).
الكلام عن فيصل يطول و يطول فهناك كثير من المواقف التي أتذكرها و التي تحمل كثير من العبر و المعاني الإنسانية و الدينية و التي تنم أيضا عن روح هذا الإنسان الجميل خلقا و روحا، ربما أدونها في القادم من الأيام إن شاء الله ذلك.
لمن يريد الاستزادة و معرفة قصة الفريدو كاملة بإمكانه البحث في يوتيوب من خلال كتابة كلمة (الفريدو) و ستظهر مقاطع عديدة لمقابلتين أجراهما معه الشيخ محمد العوضي إحداهما في قناة الراي و الأخرى في قناة الرسالة.
المقطع الذي يذكر فيه قصة الكتاب الذي أهديته إياه:
مقطع يتحدث عن مكانة المملكة العربية السعودية في نفسه:
I simply want to tell you that I am just new to blogging and site-building and truly liked you’re page. Very likely I’m likely to bookmark your blog post . You absolutely have superb writings. With thanks for sharing with us your web-site.
عجيب امر هذا الدين في قوته غرابة وهو قوي في غربته…
لا استطيع القول ،،
إلا ماشــــــاء الله وتبارك الله ،،،
أمثــال هؤلاء هم فخـــــر لنـــا ،،،
وبالتوفيـــــــق وعلى الدوام بإذن الله ،،،
لا اله الا الله له امر من قبل ومن بعد
الله اكبر ولله الحمد
اخوك ابو ياسر من المانيا
لدي كذلك قصة احد الأخوه الإيطاليين المسلمين الجدد وهو ذو مكانه في دولته وقصة إسلامه عجيبه من افغانستان إلى العراق إلى إيطاليا
بندر
آمين يا رب
شتاء أيامي – امينه
نعم فالوطن جميل لمن فتح عينيه و صفا قلبه من الأحقاد
يونس
اللهم آمين يا رب العالمين
اسماء
الله يسعد أيامك، فعلا فيصل هو نموذج للإنسان الكامل بإمانه و ما الكامل إلا الله، فهو فعلا يعيش إسلاما بكل جوارحه.
بو تركي
و الله أني قايل أن كل مره التقيك إنت و ابو خالد يصير شئ إيجابي، الله يكثر لقاءاتنا و خل عنك الثقل و القطاعه:)
أكيد إن عبدالله الرشيد فخور بالفريدو مثلنا كلنا و الله يطرح فيهم و فينا البركه.
نورة
الحمد لله على كل حال، و الله يسخرني دائما لما فيه خدمة دينه و امته.
نحن المسلمين بالوراثه نملك قوة الفطره و التي لا تحتاج إلا أن نفتح لأعيننا و قلوبنا لتكون أقوى من اي شئ على هذا الوجود.
سلطان الجميري
كلنا دعونجيه يا صديقي و إن إختلفت الوجوه و الملامح، فالدين فينا جميعا و الإيمان نعمه أنعم بها الله علينا نعمل ما نؤمر به و نقوم بما نحن مسخرون من أجله.
آلاء
الحمد لله على ما شاء.
أثّر بي كثيراً …
نفخر بمسلمين مثله ..
ماشاء الله أخوي ياسر .. طالع دعونجي وأحنا ماندري .. عموما مكتوب أجرك .. وقصة مؤثرة ..
أذكر حين شاهدت الحلقة وقت عرضها ..
حين قال : كان في الديوانية رجل أبوه سعودي وأمه إيطالية …
كنت شبه متأكدة بأنه أنت .. ! 🙂
ماشاء الله ياحظك بالأجر ..
بالفعل قصته عجيبة وإصراره وثباته قوي ماشاء الله ، ليتنا نحن المسلمون بالوراثة نملك شيئاً من عزيمته ..
تحاياي ..
شكرا ابا عبدالعزيز نعم انك اخ وصديق واكثر من ذلك شكرا لاني احد الاثنين الى تكلمت عنهم والذين تفضلو ابالفطور على مائدتك
هذا الفريدوا ماشاء الله وين عبدالله الرشيد يشوفه
الله يوفقه من عنده
صباحك سعادة..
لا تعلم مدى السعادة التي ارتسمت في قلبي وأنا أقرأ.. يحق لك أن تفخر بصديق كـ فيصل حينما يكون مسلماً حقيقياً عرف الله حق المعرفة وعرف الاسلام كما يجب.. عكسنا نحن الذين ورثنا الدين ولا نعرف منه نصفه!
ماشاء الله تبارك الله
الله ينفع فيك ولا يحرمك الأجر .. هذا والله ما يغبط به الإنسان..
قصة مؤثرة جداً .. لا إله الا الله.. سبحان الذي أراد به خيرا فأراه الحق واحببه في الإسلام.
شاهدت اللقاء في قناة الراي , كنت سمعت عن وزير ايطالي مسلم, لكني لم اتخيل أن يكون هكذا, ولا أدري ما هذهِ الـ هكذا. المهم أنه دخل قلبي جدا ا اً .
تعرف يا ياسر ,ذكرتني بحديثه عن السعودية و أعطيتني شعوراً جيداً في هذا اليوم الوطني الذي ما شعرت به ولا عنى لي , أشكرك ..
لأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خيرٌ لك من الدنيا و ما فيها ..
بارك الله فيك ..
جميلة قصّته .. نفع الله به و بك الإسلام و المسلمين ..