المقناص و علوم الرجال

بنقرات أصابع (شارع العطايف)

لا شك في أن المقناص أو الصيد يعد من أسمى أنواع الرياضات عند العرب وبخاصة عرب الجزيرة العربية لما فيها من تدريب للنفس على الصبر والجلد والتأني والتوقيت وممارسة اتخاذ القرار والحزم, ولكن ونحن نطالع بعض البرامج الخاصة بالمقناص و(علوم الرجال) على قولتهم وكأن الرجولة مقتصرة فقط على القنص وسماع الشعر والتبخر بأدخنة السمر.
من مشاهداتي للقنص وهواة القنص أرى
ارتباط الصقور بهذه الرياضة ارتباط وثيق وهو خطأ تاريخي لن يغفره لنا أجدادنا العرب الأوائل فلنعود للوراء وأساس مقناص عرب الجزيرة من الروايات القديمة حيث نجد أنهم لم يستخدمون الصقور أساساً أنما عرف عنهم بأنهم صائدي الوحوش أو صائدي السباع وذلك لسبب بسيط وهو أن البيئة الصحراوية ليست بيئة الصقور حيث أن الصقور تنشأ في منطقة البشتون في باكستان وأفغانستان حيث الجبال الشاهقة التي تعشقها هذه الطيور وأكثر الشعوب اتقاناً لعملية الصيد بالطيور هم المغول حيث أنهم يستخدمون طائر العقاب (طائر يفوق حجم الصقر بالضعفين) لما عرف عنهم بأعمال الفروسية وترويض الخيول وبمقارنة حجم الإنسان المغولي وهو بحجم شاب عربي يافع يأتي حجم طائر العقاب بنصف حجم الرجل المغولي ولكم أن تتخيلوا مدى البراعة في السيطرة والترويض.

أما حيوانات الجزيرة العربية فهي الظبا والغزلان بأنواعها والجرابيع والضبان والسباع ويندرج تحتها الذئاب والنمور والثعالب أو الحصني .. هنا برع الإنسان العربي الفارس القادر على مقارعة هذه الحيوانات المفترسة ومحاصرتها وإخراجها من عرينها والترصد لها وإخافتها واقتناصها فمن المعروفين تاريخياً باصطياد هذا النوع من الطرائد أسد الله ورسوله وسيد شهداء الجنة سيدنا حمزة بن عبدالمطلب.

قد يكون كلامي هذا غير مستساغ من الكثير من هواة الصيد فهو كلام لكم لتبحثوا عنه وتتبحروا فيه ولتفيدونا فيما ترونه يخص الموضوع.

معلومة للفائدة ( الفرق بين الجوارح والكواسر )
الطيور الجارحة هي التي تعتمد على الكر والفر والمناورة وتعمد على إنهاك الفريسة بالجروح حتى الانقضاض والافتراس عليها كـ(الصقور)
أما الطيور الكاسرة فهي التي تعتمد على الانقضاض على الفريسة بسرعة فائقة وقوة لكسر عظامها وشل حركتها ثم افتراسها مثل (العقاب).