مزيان بالزّاف

عندما أسأل بعض الأصدقاء عن إقتراحاتهم لقضاء إجازة ممتعه، اجد كثير منهم يقترح أن ازور المملكة المغربية و التي لم ازرها في حياتي من قبل، و هو أمر يفاجئ كثير ممن يعرفني و يعرف كثرت تنقلاتي و سفراتي و يكون سؤالهم دائما بصيغة التعجب ( معقول ما زرت المغرب قبل كذا) و كنت امزح محاولا تخفيف الصدمة خصوصا لهؤلاء الشباب الذين اعتادوا على زيارة المغرب كل

عام و التمتع بما تقدمه من كل ما لذ وطاب، فقد كنت اقول بأني سعودي بالواسطه نظرا لأن جل السعوديين و الشباب منهم لا بد و أن زاروا المغرب في فترة من فترات شبابهم.
أزور هذه الأيام المملكة المغربية في رحلة عمل (كالعادة) لمتابعة تجهيزات مؤتمر عن الإعلام اشرف على تنفيذه يقام في منتصف شهر أغسطس القادم في مدينة أصيلة المغربية على هامش مهرجانها الصيفي السنوي و الذي تنظمة مؤسسة أصيلة الثقافية التي يرأسها معالي السيد محمد بن عيسى وزير الثقافة و الخارجية المغربي السابق.
وصلت مساء يوم أمس السبت لمدينة الدار البيضاء قادما من لندن حيث اتجهت بالسيارة مباشرة لمدينة الرباط و ذلك للإلتقاء في صباح الغد (يوم أمس) الأحد بالسيد محمد بن عيسى و زميلنا الاستاذ حاتم بطيوي مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط في المغرب،و بالفعل التقيت بالسيد بن عيسى في منزله كما كان مقررا و قد كان كما هو دائما من أجمل لقاءات العمل و أكثرها مناقشة و أفكار، حيث تنوع الحديث ما بين الترتيب للمؤتمر و ما بين الحديث في السياسة و الثقافة متضمنا قصصا من هنا و ذكريات خاصة من هناك و كل ذلك في أجواء حديقة منزله الكائن في أحد ارقى أحياء الرباط و مرتشفين الشاهي المغربي و الذي فاحت رائحته في كل مكان لتعطر المكان بأطيب الأنفس و (منقنقين) كل أنواع الحلويات المغربية التي زينة الطاولة و التي حاولت أن امنع نفسي منها فقد أجد أني زدت ثلاثة كيلوغرامات فقط في تلك الجلسه إن لم اتوقف.
عليّ أن اعترف بأن الإعلام في أحيان كثيره يضلل الإنسان و هو تضليل لحقني شخصيا في فهمي و تصوري لهذا البلد الجميل و الذي تصورته سابقا على انه بلد قتله الفقر وغرق في التخلف الحضاري و ابتعد عن المدنية و تطورات القرن الواحد و العشرين، و هو عكس ما رأيت رغم قصر المدة التي قضيتها حتى الآن، إلا أني في هذا الوقت القصير استطعت أن أقضي منه في التجول بمدينة الرباط و أحيائها المختلفة ذات الأشجار الكثيفه و الطرق المعبدة و المحلات التجارية المنظمة و المباني السكنية المرتبة هندسيا و عمرانيا و على السواحل المكتظة بالمصطافين من المغاربه و الأجانب و توصلت إلى أن هذا البلد فيه من التقدم و التحضر ما ليس موجودا في معظم البلاد العربية و كثير من دول العالم الثالث، و ايقنت مجددا أن الإعلام لديه القدرة في خلق الأوهام و لكن الإنسان أقدر على خلق الحقائق.
تناولت طعام الغداء على مسبح فندق (انفيتريت بالاس) الكائن على ساحل المحيط الأطلنطي و هو فندق معروف بأنه يجمع في عضوية نواديه و منتجعاته الطبقة الإرستقراطية المغربية و أعضاء الحكومة من وزراء و مسؤولين، حيث تعرفت أثناء ذلك بالسيد (جمال رحماني) وزير العمل و الشؤن الإجتماعية المغربي و الذي قًبِل دعوتي لتناول القهوة مع زميلي حاتم بطيوي، حيث دار حديث شيّق معه عن الإعلام المغربي و العربي و عن التجاذبات السياسة المغاربية و العربية إضافة للحديث عن السياحة في المغرب و المناطقها المختلفة.
و قبل أن اهم للعودة إلى فندقي الكائن في وسط الرباط بدأت في رؤية الأخوة السعوديين الذي استيقضوا للتو من النوم يصلون تباعا و بدأوا بالتمدد في الظل على أطراف ذلك المسبح الذي امتلأ (بالسابحين و المتشمسين)، كل هذا و الشمس تدخل في ربعها الأخير من النهار و في وقت بدأ الناس في التوجه نحو بيوتهم و غرفهم إستعداد ليوم غد المفعم بالحركة و العمل.
ملخص اليوم: هو يوم وزاري إعلامي سياحي بحري، و لا تستغربوا لو قلت بأني سأقضي إجازتي القادمه في المملكة المغربية و ربما انزل للمسبح بعد ان تدخل الشمس ربعها الأخير من النهار لاصبح سعودي (نمرة و استمارة).