متى يتصدع الوادي ؟

أكد معالي وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة خلو المملكة من مرض إنفلونزا الخنازير مؤكدا أن السلطات الرسمية قامت بإتخاذ الإجراءات الإحترازية اللازمة للحؤول دون وصول المرض الخطير و الذي حصد أكثر من ١٤٩ شخص في المكسيك و بدأ في الظهور في دول أخرى لعل أمريكا أهمها، كما أعلن عن عقد مؤتمر خليجي بمشاركة خبراء منظمة الصحة العالمية والمختصين بدول مجلس التعاون تحت مسمى المؤتمر الخليجي العلمي لدراسة الإجراءات الاحترازية ضد فاشيات الأنفلونزا سيعقد يوم 9 مايو القادم.
الله أكبر.. ماذا يجري في العالم .. جنون البقر ثم الإيبولا ثم مرض السارز ثم إنفلوزا الطيور و اليوم إنفلونز الخنازير و الله أعلم ماذا سيحل بالعالم في القادم من الأيام من أمراض و وبائات قد تحل بنا دون إنذار تكون سببا في فتك البشرية عن بكرة أبيها، حينها لن تفيد جميع الأسلحة الجرثومية و النووية التي صنعتها البشرية في التصدي لأمراض غريبة الأسماء و النتائج ستلقن الإنسان درسا لن يستطيع تذكره فهو سيكون ميتا من جراء ما إقترفته يده من تلاعب في الطبيعة و في البشر و الحيوان بعد أن لوث السماء و البحر و الأرض و جعل من هذه الأرض و من عليها كائنات جرثومية متحركة تتفاعل و تتلاقح في سمفونية تعزف وترا و لحنا من موت محتم.
لقد ظهرت تلك الأمراض خلال العشرين سنوات الأخيرة و هو ما ينذر بأن هناك شئ ما يحدث في الهواء و في الأرض أدى لتغيير في التركيبة المناخية للأرض و بالتالي قد يكون ذلك قد أخل بتوازن الحياة الفسيولوجية للإنسان و الحيوان، فهناك من يتهم الأسلحة التي إستخدمت في الحروب المختلفة أو التجارب النووية التي تجرى هنا و هناك في حين يتهم البعض الآخر بأن ما يحدث هو صنيعة جماعات خفية تدعم صناعة الأدوية و التي من المعروف أنها من أقوى الكيانات الإقتصادية في العالم و لعل تزامن ظهور العقارات المضادة للأمراض فور ظهور المرض هو ما يدفع نحو التصديق بإحتمالية أن تكون هذه الأمراض هي صنيعة إنسانية تهدف للربح من خلال بيع الأدوية للدول و الجماعات.
مفارقة أخرى في هذا الصدد و هي أن الأمراض الآنفة الذكر ظهرت معظمها في بقع جغرافية ترتبط بالحروب من جهة أو بالتجارب النووية أو القلاقل الإجتماعية أو جرائم التطهير البشري، فجنون البقر ظهر في بريطانيا في أواسط الثمانينات الميلادية و في وقت كانت الحرب بين الجيش الجمهوري الإيرلندي و الحكومة البريطانية مشتعله على أشهدها، و الإيبولا ظهرت في شمال أوغندا و هي الدولة التي شهدت لسنين طويلة مجازر بشرية و حروب تطهيرية، بينما ظهر مرض السارز أولا في جنوب الصين و ما أدراك ما الصين كما كان أول ظهور لمرض إنفلونزا الطيور في هونج كونج عام ١٩٩٧م و هي الجزيرة  التي كانت لعقود طويلة تحت السيطرة البريطانية و التي نقلت سيطرتها للصينية في أواخر العقد الماضي و بالتالي كما قلنا (الصين و ما أدراك ما الصين).
أتخوف اليوم و نحن نشهد ظهور مرض إنفلونز الخنازير في المكسيك و هي الدولة التي تعد إمتدادا سياسيا و جغرافيا للقوى العظمى في العالم أن يكون ذلك موعدنا معشر البشر مع حرب عالمية جديدة يكون فيها العدو جرثومة مكرسكوبية لا ترى و أخطر مليون مرة من عدو اليوم المسمى (إرهاب)، فقد تعودنا من أمريكا خصوصا في الوقت الذي تتعرض فيه للخطر أن تفقد التوازن و تقوم بأفعال قد يدفع ثمنها شعوب و قبائل لا ناقة لهم و لا جمل بما يحدث لها، و الخوف هذا مربوط بما سيحل بنا في الأعوام القادمة من تبعات ما جرى و يجري في العراق من تقتيل بأسلحة لم نسمع عنها إلا من وقت قريب، فمنذ حرب تحرير الكويت عام ١٩٩١م لم تعد الأرض في هذا الجزء من العالم على ما كانت عليه، فأعلى نسب للسرطان في المملكة تتركز في المنطقة الشرقية و هي المنطقة المحاذية للتلك البؤرة الموبوئه بجراثيم الأسلحة و لا ننسى في هذا الصدد الوادي المتصدع و حمى الضنك ، و ما خفي كان أعظم.