تجديد البيعة للملك المجدد

بعد ستة أعوام من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم و الذي يصادف اليوم أحببت كمواطن أن يكون لي صوت على الرغم من أن صوتي ربما ليس بذا أهمية في هذا
الجو المفعم بأصوات تبارك و أخرى تناقش و ثالثة تحلل، إلا أنه صوت مواطن ينبع من ذاته و قد إعتمد فيه على ما وصى به خادم الحرمين حفظة الله كافة المواطنين اليوم حين قال ” عليكم بالصدق في معاملاتكم وفي بيوتكم وفي أولادكم وفي أقاربكم وفي من يسمع منكم”.
لا شك أن المنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية مرت بأوقات حرجة و بتقلبات في مجملها صبت في مصلحة الشعوب العربية، فهذا ما يبدو للعيان على الأقل في الوقت الراهن، و قد حاول البعض العبث من قريب و من بعيد بأمن بلادي و التي و إن كنا كما جميع الشعوب يعد إرضائنا غاية لا تدرك إلا أننا نقف كموطنيين سعوديين جنبا إلى جنب مع مليكنا و مع حكومتنا جنبا إلى جنب لا نقبل بأي تغيير يأتي من الخارج أو أي وصاية بالكيفية التي يجب أن تدار بها بلادنا، و لا أن تكون المطالبة بالحقوق مدخلا لضعاف الأنفس للإصطياد في المياه العكرة و تشويه من عرفوا بوطنيتهم و حبهم لأرض السعودية ملكا و شعبا.
في عهد الملك عبدالله تحقق الكثير و الكثير من الإنجازات التي لا تحتاج لحروفي كي تكون واضحه للعيان، و لن أسطر هنا ما قد يعد مجرد إعادة لما نشر و عرف لدى القاصي و الداني من تسارع في عجلة الإصلاح و التجديد و المشاركة و الحرية التي ربما كانت حتى عهد قريب مجرد آمال لم يكن في معظمها منطقيا وفق معطيات الظروف الزمانية و المكانية تلك.
يجب أن نفرق بين الخط العام الذي تنتهجه المؤسسات الرسمية في عملية التطوير و الإرتقاء المجتمعي و بين ممارسات البعض ممن يحسبون على المؤسسات الرسمية و الأهلية، و هو الأمر الذي نلاحظه مثلا عندما يأتي الحديث عن الأنظمة التي تعمل على حماية المستهلك من غش و جشع التجار و بين قيام هؤلاء بأعمال تتجاوزالقانون و الإشتراطات و الأنظمة المعمول بها بهدف الربح المالي على حساب المستهلك و هو الأمر الذي لا يعني بالضرورة نية تلك الجهات الرسمية التغاضي عن تلك التجاوزات إلا أنها جزء من عملية التطوير التي لا تنتهي بطبيعة الحال.
لم أكن أشعر بالمكانة الكبيرة التي تحتلها بلادي السعودية و مواطنيها إلا عندما أصبحت ممن يعيش خارج المملكة و يرى البلاد من الخارج، فعندما نتحدث عن الإقتصاد الذي يغير تضاريس المنطقة تأتي المملكة دائما في الطليعة، و عندما يأتي الحديث عن الكفاءات الخليجية المأهلة للعمل لا يتخطى السعودي أي مواطن عربي و لا أقول خليجي فقط، و عندما يكون النقاش حول الأنظمة الإدارية الحكومية الأمثل للتطبيق في الدول النامية تكون المملكة هي الدولة المثلى لضرب الأمثله حول كيفية الإدارة بالواقع الإجتماعي.
و لم أكن أعي المكانة المتقدمة للخدمات التي تقدمها المؤسسات الخدمية لبلادي السعودية إلى عندما قارنتها بما هو متوفر في دول أخرى، فالخدمات التي طالما إشتكينا منها و نشتكي منها ليلا و نهارا لا يمكن وصفها بأنها سيئة إذا ما قارناها بما في دولا أخرى بما فيها دولا متقدمة و دولا غنية لا تختلف عن المملكة في شئ، فالخدمات الصحية مثلا على الرغم من وجود تقصير هنا و هناك إلا أنها أفضل مليون مرة من مثيلاتها في الدول القريبة، كما أن خدمات الهاتف و الجوال و الإنترنت تتجاوز بتقدمها سنوات ضوئية من ما هو متوفر في كثير من دول العالم الأول و بإمكانكم الرجوع للإحصاءات للتأكد من ذلك.
كنت أعلم و لكني اليوم متيقن بالقيمة الكبيرة التي للملك عبدالله بن عبدالعزيزعلى المستوى السياسي الدولي و على المستوى الجماهيري العربي و المحلي السعودي، فقد سموه “ملك الإنسانية” لأنه يتحدث للإنسان كإنسان و ليس فقط كملك، وهو الزعيم العربي الوحيد الذي ربما إجتمع الجميع بأنه ملك صادق و عادل بما فيهم هؤلاء الحاقدين الذين يرون في لباسنا دليل رجعية وصفونا بها و هم أتباع رجعية من نوع أخر منبعها المال و التحزب و المصالح.
بعد مرور ستة سنوات على حكم الملك عبدالله نجد أنفسنا اليوم أمام حال في تقديري هو افضل مما كنا عليه ، فبالنسبة لي و على الرغم من أني تذوقت شئ من سلبات المرحلة إلا أني تعلمت و جبلت على أن لا أطلق الأحكام من منطلق العاطفة أو التجربة الشخصية فقط، بل أطلقها معتمدا على رقيب الصدق مع النفس و الإيمان بأن الحقيقة لا يمكن أن تغطى للابد، فأبناء الوطن المحبون له هم كثر و الموالون للبلاد ملكا و شعبا لا يحتاجون للهبات لإعلان الولاء المطلق، فبلادي السعودية ستبقى شامخه و إن تعبت و ستكون قوية و إن حزنت و ستستمر بإذن الله دولة تحتضن بين جنباتها أمة جلها أخيار من مؤمنين و محبين للارض و الوطن، و سنبقى بعون الله وطنيين مدافعين عن وحدة الأرض و كرامة العرض و مبايعين ملكا تلو ملك إبنا من بعد إبن من نسل الملك الأول إبن سعود عبدالعزيز بن عبدالرحمن و لو كره الكارهون و لو تمرد المتمردون و لو حقد الحاقديون.
و الله من وراء القصد


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

One response to “تجديد البيعة للملك المجدد”

  1. Sammy Naidu

    I simply want to tell you that I’m very new to weblog and honestly loved you’re web-site. More than likely I’m going to bookmark your website . You amazingly come with incredible posts. Cheers for sharing with us your blog site.

اترك تعليقاً