لا شك في أننا نعيش فيما بات يعرف اليوم بعصر الفيسبوك و تويتر و ذلك نظرا للدور الكبير و الموثر الذي أصبحت تلعبه هاتين المنصتين الإلكترونيتين في التواصل بين الشعوب و في التأثير فيما بينها في جو أصبح مشحون و مزدحم بالأفكار و الأفكار المعاكسه،
منها ما هو إجتمعي فلا يتعدى تأثيره جمهوره المحلي المعني به، و منه ما أصبح لغة للتصدير السياسي على غرار ما حدث في الخمسينات و الستينات من جهة و ما حدث في بداية الثمانينات من جهة أخرى و هي الأحداث التي شهدت تحركات سياسية في المنطقة الشرق أوسطية تطبعت بأطياف توجهات بعضها إقليمي و توجهات بعضها الآخر أممي.
و في وسط هذا الحراك الإلكتروني الفكري الإجتماعي و السياسي النشط، نجدنا أمام واقع متعطش معرفيا بحيث أصبحت تخصص الملتقيات و المنتديات في جميع الدول العربية بهدف محاولة الفهم و ربما لفك الشفرة السرية التي بموجبها يمكن العمل على توجيه و إعادة التوجيه للرسائل و بالتالي التأثيرات التي يتم تناقلها عبر تلك الشبكات لخدمة أغراض موجيهها التجارية منها أو السياسية أو الإجتماعية.
ولقد حاولت خلال الفترة الماضية أن أجد دراسة أو تقرير يحاول تشخيص الحالة الناتجة عن هذا الفوران الفيسبوكي و التويتري و لكني للأسف لم أجد، حتى توقف بحثي قبل بضعت أيام حينما تلقيت من إحدى الأخوات نسخة إلكترونية لدراسة جديدة و شاملة سبق أن نقلنا عنها خبر في موقع المفكرة الإعلامية و هي الصادره عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية و المعنون ” التقرير العربي الثاني للإعلام الاجتماعي” و الذي تضمن معلومات حاولت أن ترصد واقع شبكتي فيسبوك و تويتر في الوطن العربي و خصوصا في البقع التي شهدت تقلبات سياسية خلال الأشهر الأربع الأولى من العام الحالي ٢٠١١م، و هي معلومات في طبيعتها تدلل على المقولة التي طالما سمعناها خلال الأشهر الماضية و التي تفيد بأن فيسبوك و تويتر هما أهم الوسائل التي أثرت على التحرك الشعبي و قامت بدور بديل للإعلام التقليدي من خلال ربط المتلقي بالرسالة عبر وسيط محايد لا يتحرك بفعل التوجيه و لكن يتحرك بفعل الإرادة الجمعية.
فقد أوضحت الدراسة أن عدد مستخدمي شبكة الفيسبوك في الوطن العربي وصل مع نهاية ربيع 2011 إلى 27.7 مليون مستخدم، و ذلك بزيادة بالمقارنة مع بداية العام قدرها 30%، كما أنه وصل عدد مستخدمي تويتر النشطاء في الوطن العربي أثناء الفترة ذاتها ما يزيد على 1.1 مليون مستخدم، و بمعدل تحديث للمشاركات على الأقل مرة كل أسبوعين. حيث قام فيها هؤلاء النشطاء بأرسل ما يزيد على 22.7 مليون «تغريدة»(TWEET) خلال الربع الأول من 2011، وقد مثلت كلمات «مصر»، «25 يناير»، «ليبيا»، «البحرين» و«مظاهرة» أبرز «الواصفات» (HASHTAGS ) استخداماً بين مستخدمي تويتر في المنطقة.
ويشير التقرير إلى أنه في حين تعتبر الإمارات وقطر والكويت والبحرين ولبنان أعلى خمس دول في المنطقة العربية من حيث نسبة المشاركين في فيسبوك وتويتر بين سكانها، فقد تسارع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي بشكل خاص في الدول التي تشهد تحركات مدنية، وبينما ما زالت تركيا تتصدر المنطقة من حيث العدد الكلي للمستخدمين، فقد تصدرت مصر البلدان العربية وأضافت وحدها ما يقرب من مليوني مستخدم لشبكة فيسبوك في الربع الأول من عام 2011.
و قد أوضح التقرير إلى أنه لا يزال الشباب بين سن 15 و29 يمثلون نحو 70% من مستخدمي الفيسبوك العربي بنهاية الربع الأول من 2011، بينما تمثل النساء فقط ثلث المستخدمين في المنطقة، و هو أمر لم أكن أتصوره شخصيا خصوصا مع النشاط الملحوظ للعنصر النسائي عبر الشبكتين خصوصا فيما يتعلق بالتحركات الجادة في القضايا الإجتماعية و التي في الغالب تشهد مشاركة نسائية جيدة، إلا أن الدراسات و التقرير تقوم بدور المصحح للإعتقادات و التصورات الإنطباعية، و لذلك كنت و لازلت من المتحمسين لفكرة إجراء الدراسات الميدانية و البحثية التي تهدف لرسم صورة محايدة و دقيقة مبنية على الأرقام حول جميع التوجهات الإنسانية التي غالبا ما يشوبها التحوير و التوليف حسب الحاجة و حسب الرغبة.
أوضح التقرير بأن ماهية مصادر معلومات المستطلعه إرائهم أثناء التحركات الشعبية في كل من مصر و تونس كانت شبكات التواصل الإجتماعي بحيث إحتلت المرتبة الأولى و بنسبة ٩٤.٢٩٪ في مصر و ٨٨.١٠٪ في تونس على سبيل المثال، بينما حلت في المرتبة الثانية وسائل الإعلام المستقلة، في حين لم تحقق وسائل الإعلام الرسمية إلا المرتبة الأخيرة بعد كل من المصادر المختلفة و وسائل الإعلام الإقليمية و الدولية.
بالنسبة لمنطقة الخليج فإن الإمارات العربية المتحدة هي الأولى من حيث نسبة الإستخدام بالمقارنة بعدد السكان و بنسبة بلغت ٢٩.١٣٪ و بعدد مستخدمين ٢،٤٠٦.١٢٠ في حين إحتلت السعودية أكبر عدد من حيث عدد المستخدمين من بين الدول الخليجية حيث بلغ عدد المستخدمين فيها ٤،٠٩٢،٦٠٠ مستخدم و بمعدل ١٥.٠٨٪ من إجمالي عدد السكان شكلت فيه النساء ٣١٪ من إجمالي المستخدمين السعوديين.
التقرير في تقديري يسد فراغا كبيرا للمعلومات المحايدة المبنية على إحصاءات دقيقة و التي تساعد المهتمين في الإعلام الحديث و “الإعلام ما بعد الحديث” في فهم ديناميكية هذا الإعلام المتغير و المتجدد بسرعة الزمان الذي نعيش فيه، ففي عالم أصبح الخبر يصل للمتلقى بعد بضع ثوان من حدوثه بات من المحتم علينا أن نعيد النظر في آلياتنا التي بها ندرس التغييرات و نجدد أدواتنا التي من خلالها نحلل الوقائع و المستجدات و ذلك من أجل أن نحقق الفهم الأدق و الإستعاب الأشمل و الذي هو غاية أي دارس و طالب و باحث.
It’s appropriate time to make some plans for the future and it’s time to be happy.
I have read this post and if I could I want to suggest you some
interesting things or suggestions. Maybe you
can write next articles referring to this article.
I desire to read even more things about it!
I simply want to mention I am very new to blogging and site-building and truly liked this web-site. Almost certainly I’m going to bookmark your site . You absolutely come with exceptional article content. Bless you for revealing your web-site.