بقلم: رقم
تقترب الاصوات و كأنها تسبح في فضاء أحلام قديمه .. لا .. بل في حلم واحد أراه الان أمام عيناي بوضوح يتراقص كما هي عادة الأحلام .. و تقترب سابحة همهمات و كلمات مبللة بماء الحلم و الذكريات ..
توقفت عن السير وحدي لأحدق في اللا شيء .. أصدقائى أكملوا السير على إيقاع خطواتهم المتناسقة مع حديثهم الدافئ اللعوب على بلاط رصيف ذاك النهر الذي لم أمشي بمحذاته من قبل .. أم ربما فعلت؟ لا أذكر .. ربما كان هو شاطئ الأحلام؟ .. فلم تكن تسبح الذكريات نحو أحد سواي .. و لكن أي ذكريات هي و أي حلم؟ لا أذكر ..
اقتربت الاصوات مني تغني الكلمات خلفي على لحن حب دافئ .. أردت ان التفت خلفي بكل شوق لحلم .. أو ربما ذكرى .. لا أدري .. و لكني خفت .. كنت ارى بعين قلبي كل الذي يحدث خلفي و لكني خائفة من ان لا أجد ما رأيت .. تسمرت مكاني حتى اقترب الحديث .. الحلم .. الذكرى .. حتى اقترب إلى ان صرت أستطيع ان أقول ما سوف يقول قبل ان يقول .. و أستطيع ان أشعر بنشوة همسات الحب قبل ان تطير هي بها! .. كنت أعرف الحوار .. أعرف الردود .. المعاني الخفية .. المشاعر الخفية .. الأحاسيس التي تكاد ان تنسكب من القلوب و الملامح ..
*-لا .. انت التي بدأت بالحديث معي .. إلا تذكرين؟
ردت هي .. أنا؟؟؟ و بدأت تضحك بصوتي .. و بدأ قلبي يخفق بكل ألف إحساس يعتصر قلب من يهوا ..
سكت فجأة عن الحديث .. و توقف قلبي عن الخفق .. لا .. لا يمكن! مستحيل ..
*-قال .. أتعرفين متى شعرت بأني وقعت في هواك؟ منذ ..
و التفت اليه عندها .. لم أعد أقوى على ان أبقى حيث أنا .. هذا الحلم لي .. و هذا الحديث ماء ذكريات لم تحدث ..
التفت خلفي لاجده بملامح و عيون مشبعة بدفء لم إرها من قبل في حلم دائما ما تنقصه التفاصيل .. أو في ذكرى محت تفاصيلها الأحلام .. لا أدري .. و لكنه هو .. فصوته العميق هو .. خطوته الواسعة الواثقه .. قميصه الرمادي و ساعداه القويان هما كما أعرفهما .. كان هو ..
عندما رفع رأسه في منتصف حديثه التقت عينانا .. توقف حيث كان .. وقف أمامي لا تبعدنا سوا خطوتان .. توقف كمن تعثر بجبل .. و صغرت الدنيا بجلها لا تحتمل سوا حيرتنا ..
*-منذ ان رأيتني ابكي جالسة على عتبة باب بيتنا يوم ان مات جدي .. كنت عابر سبيل .. كنت تبحث عن شيء رغم انك ما كنت تعرف اين أنا ما كنت تبحث عنه ..
خرجت تلك الكلمات من فمي همس لا يسمعه سوا هدير النهر بجانبي .. همس الأحلام الذي دائما ما يصل .. فقط في الأحلام ..
اقترب مني خطوة حتى ما عاد يفصلنا سوا الكون الضييل .. كانت نظرته ثابتة .. كانت عيناه تحوم في وجهي بحثا عن شيء ..
*-ماذا قلت؟
*-لا شيء
*-ماذا قلت؟
*-لا شيء!!!
شعرت بخوف ينسكب علي كماء بارد قاس .. ما الذي يحدث؟! كيف أتحدث مع رجل غريب يشكوا هموم الهوا لأمراة أتت معه .. أين ذهبت؟! ما الذي قلته؟! ما هذا؟؟
نظرت حولي و لم أجد أحد سوانا .. أين ذهبت؟
التفت لاذهب من هناك .. لإعدو .. لاهرب من كل هذا .. منه .. مني .. منا ..
أردت بكل قوة في الأرض ان أسير بعيدا عنه و لكني لم استطع ..
أغمضت عيني بقوة .. فهو المكان الوحيد الذي بقي حيث أستطيع ان أهرب اليه .. و وقفت بلا حراك حتى شعرت بيده الدافئه على ذراعي تستوقفني .. دفء أعرفه .. دفء أعرفه ..
*-حياة؟
قال اسمي بنبرة أعرفها .. نبرة تساؤل حزين .. صوت آت من بعيد .. من دهاليز الأحلام ..
*-حياة؟؟
أظن باني أجبته .. أظن باني قلت نعم .. لا أدري .. و لكني أعرف انه هو .. و ان هذا النهر .. و هذا الرصيف .. و هذه السماء .. و هذه الدنيا ليس بها سوانا ..
*-حياة .. أحببتك يوم ان رأيت عيناك تغرقان بالدموع على عتبة بابكم .. عرفت يومها اني قد وصلت ..
*-و لكن ……. من انت؟!
لك انت الحلم .. الحب .. الشوق .. الذكريات .. لك انت انا الحياة.
I just want to tell you that I’m newbie to blogs and definitely savored your web page. More than likely I’m likely to bookmark your blog . You absolutely come with fantastic stories. Thanks for sharing your web site.
ياسلاااام ماأجمل وصف المشاعر بأناملك
قليلة الصدف اللي تبقى بالذاكرة مدة طويلة