لا بأس .. فلبلادي “تاريخ” وثني

d8a7d984d8b3d8b9d988d8afd98ad8a9-d981d98a-d8a7d984d984d988d981d8b1للمرة الأولى في التاريخ تعترف بلادنا السعودية بأن لديها تاريخ سمته الأساسية وثني/ حجري/ لا ديني ،، نعم وثني لا علاقة له بالإسلام و بمقدساته و بروحانيته وعظمته، نعم تعترف السعودية أن أرضها و شعبها لهما أجداد عبدوا كل شئ إلا الله عز و جل.
حسنا …. هل هذا الإعتراف أدى إلى خلخلة مكانة المملكة بإعتبارها الدولة الرائدة و الإسلامية و ذات النفوذ و الدور في العالمين الإسلامي و الدولي؟ ، و هل هذا الإعتراف أدى لحدوث كارثة و عار و خزي، و هل أصابنا نتيجة لذلك تجني على إرثنا و حاضرنا الإسلامي الذي نفخر به و نحمد الله عليه؟ ، و هل القول بأن مجتمعنا السعودي ما هو إلا إمتداد لحضارات إنسانية لا تشترك معنا نحن أحفادها في أي شئ سوى في كوننا بشر لنا عيون و آذان و قلب و جسد بأربعة أطراف، هل أدى ذلك لإنهيار مثلنا و قيمنا و تاريخنا الإسلامي و السعودي.
كنت دائما أسأل نفسي عن السبب الذي يدعونا لإنكار أو تجاهل ماضينا الحقيقي بكل أوجهه التاريخية المشرقه منها و القبيحة، و كنت أسأل نفسي عن ما إذا كانت المؤسسات المعنية بالتشريع و وضع القوانين تصدق بأن الناس تصدق بأن ماضينا في السعودية بدأ فقط مع بداية العصر الإسلامي ثم يتصل دون مرحلة البين بالعهد السعودي و كأن ليس قبل ذلك تاريخ و ليس بين المرحلتين تاريخ تشكل من إيجابيات و سلبيات و هي الملامح الضرورية لبناء الحضارات و الأمم و التي يتحول قبحها مع التجربة لجمال و قوة دائمتين.
يوم أمس أفتتح سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية و نظيره الفرنسي برنار كوشنير معرض “روائع أثار المملكة العربية السعودية” و ذلك في متحف اللوفر ذائع الصيت و الذي يعد من أهم المتاحف العالمية لما يتضمه من قطع أثرية و فنية لا تقدر بثمن و من حضارات و مناطق جغرافية مختلفه.
المعرض و الذي يستمر لمدة شهرين يضم وفق ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط مجموعة من القطع الأثرية التي تغطي الفترة التاريخية التي تبدأ من العصر الحجري وصولا للعهد السعودي و مرورا بحضارات و أمم عاشت على الأرض التي تعرف اليوم بالسعودية و التي منها الفترة التي تعرف بفترة العبيد (الألف السابع قبل الميلاد) و فترة الممالك العربية المبكرة (الألف الخامس قبل الميلاد)، و الممالك العربية المتأخرة (الألف الثاني قبل الميلاد)، و الممالك العربية المتأخرة (الألف الأول قبل الميلاد) و فترة العهد النبوي و الدولة الأموية والعباسية و العصر العثماني.
و لعل التساؤل الذي بدأت به هذه التدوينة تناوله الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة السعودية حين علق على ما وصف بأنها نقطة أثارت جدلا وما تزال حول ماضي المملكة ما قبل الإسلام، حيث أكد الأمير أن المملكة ليست لديها أي حساسيات ثقافية أو دينية وأنها تنظر إلى آثارها الوطنية على أنها مكون تاريخي من شخصيتها وهويتها الوطنية، و هو تعليق بطبيعته مغلف بذكاء دبلوماسي و تعامل فطن مع هذه النقطة الحقيقية و الشائكة، و هي حقيقة ربما كانت دائما عائقا لكل مجهودات السياحة في المملكة و التي إنقادت و رضخت مجبره للقوى التي ترى في الإحتفال و الإحتفاء بأوجه تاريخ أرضنا بلادنا غير الإسلامية خروج عن الإلتزام بالقواعد التي يقولون أن التشريعات الإسلامية وضعتها.
لعلي أقف اليوم بتفاؤل لأقول بأن هذا المعرض يعد نقلة نوعية في العقلية الرسمية في التعامل مع تاريخ هذا البلاد و ربما إعلان غير مباشر و لكنه جلي بأن بلادنا ليست فقط ما إدعى به المؤرخين ذوي الأجندات الفكرية أو هؤلاء الذين يعتقدون بأن تضليل التاريخ و تحويره هو الأسلوب الأمثل لخلق مستقبل مشرق و هما التاريخين اللذين للأسف إعتمد عليهما كثير من التوثيق الرسمي لتاريخ بلادنا، و لعلي أقول اليوم بنوع من الأمل بأن الأجيال القادمة ربما تكتشف أن لتاريخ بلادهم أهراما بنيت في زمن قبل التاريخ ليفتخروا بها بجانب إفتخارهم بحقائق كونتهم كبشر و كأمة حضارية يحميها تمسكهم بأخلاق دينهم و بأرضهم و تعاضد شعبهم الذي تبين لنا اليوم أنه لم يولد فقط قبل ١٠٠ عام.

همسة: “بربكم” حرروا مدائن صالح و إعتقوها لأجل التاريخ و المستقبل.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

7 responses to “لا بأس .. فلبلادي “تاريخ” وثني”

  1. crazy in freedom

    همسه ردا على همستك الاخيره:

    مدائن صالح ياعزيزي تسكنها الارواح الكافره المعذبه

    من يمر منها يجب ان يمر بسرعه ولا يلتفت لها
    كي لاتصيبه شظايا غضب الله!!!

    هكذا (بالمفهوم وليس بالاسلوب) قالت لنا احدى معلمات المرحله الثانويه!!

    وماتزال هذه الفكره تردد الى الان

    ان مدائن صالح كانت مقر وسكنى لقوم عذبهم الله

    لذلك يجب ان لانمر منها ولا نقيم فيها!!!

    يعني مسكونه^^

  2. الحمد لله اتنفس

    صباح العصافير

    تسلم يدك استاذ ياسر وتحليلك الي ما اتوقع يمر ببال ناس في دوله بِلا آثار
    ولا متاحف ..
    واستغرب كنت اتوقع ان هذا شي غير متعمد وان ماعندنا الا مدائن صالح
    الي مانشوف لها الا صوره وحده مصورينها من بداية العصر السعوراسي
    لين صارت الصوره نفسها من الاثار وان مافيها قطع او تماثيل بس الجبل
    المنحوت ولازم تروح وطبعا هناك كله كشكات اسكريم وانا ماحب الاسكريم

    ماكنت اعرف ان فيه قطع اثريه وتاريخ يسرد .. اذا مدائن صالح مسكره
    مع انه في القرآن الكريم مذكور قصة نبي الله صالح فما اعرف الخلاف مع مين

    فكيف اذا عرفنا ان كان عندنا عيال عم خفرع وخنع امون ورمسيس

    متى اكتشفوا هذا التماثيل ؟ ولا هم خبوها عشان ضعاف الايمان ما يعبدونها ؟
    وصراحه انا احس اني اهتم نوعا ما بالاثار وتثيرني
    بكره بسأل شيخ لا يكون شرك استغفر الله !

    اذا مسألة الاعتراف فالتاريخ والقرآن الكريم علمنا

    بصراحه تقريبا انصدمت ان المسأله كما قلت خاصه بعد مامات عالم الآثار
    الي بداخلي

    شكرا كثير

  3. يزيد

    اخوتي الكرام
    في وجهة نظري البسيطه ان الاخ العزيز ياسر ليس فرحا بان لنا تاريخ وثني بل فرحا بالتمسك بالصدق والشفافيه مع الذات والحديث عن العيوب قبل الحسنات خاصة في مجال لا يحتمل التزوير – رغم كثرة التزوير به – وهو التاريخ .

    ايضا اعتب على اخوتي واخواتي – ومن ضمنهم العزيز ياسر – كونهم ربما لم يزورا المتحف الوطني والذي به وفي عقر الدار – لا في الخارج – ذكرت هذه الحقيقه ووفق ترتيب زمني ونقلات بها اجتهاد لمن يسير داخل هذا المتحف ، وقد صورت صور عديده – للاسف بهاتف جوال – كي اضيفها منذ وقت طويل ، ستجدون الجاهليه بكل ما بها من شعر وكفر وشرك ، ستجدون الحضارات القديمه ، ستجدون ما يغير من نظرتكم لانفسكم ولوطنكم وستعرفون عمق الجذور الممتده .. اتمنى زيارة هذا المتحف وشكرا لياسر ولهذا الموضوع الذي قد يدفعني لاضافة الصور وان لم اضف موضوع كامل .. شكرا مرة اخرى .

  4. لولو

    مرحبا اخوي ياسر..موضوع رائع وكبير جدا الأثار هذه موجودة منذ انشاء المتحف ولكن مخبأة وذلك لان التيار الديني يرفض عرضها خوفا على عقائد المواطنين لاتتأثر،انا ودي اهمس معاك كم همسة زيادة رجعوا اثارنا خلينا نشوفهاونشوف كيف كان الجاهليون يعبدوها ونعرف ان الاسلام دين نور وعقل وسماحة وتطور،وبكذا يزيد عندنا الفخر والعزة والمجد بدينناالي جذوره بالارض وفروعه بالسماء،ثاني همسة افتحو الباب للسياحة الاجنبية وخلهم يجو يشوفو تطور الحضارة الانسانية في جزيرة العرب ممكن يسلمو،ثالث همسةتطوير المتحف وتشديد الرقابة والعقوبات على اي مخالفة من توسيخ وتدمير المتحف(لانه مو منطق اطفال وسكوتر ولعب وشاهي وقهوة وووو)والهمسة الاخيرة هي لنا كلنا السياحةوالاثار ممكن انها تسير مصدر دخل جديد لاقتصادنا.
    وسامحني ياسر على كثر همساتي

  5. أبو حمد

    من عنوان الموضوع يتضح لي انك تفتخر بأن لنا تاريخ غير اسلامي !!
    وكل الشعب السعودي يعلم ان هناك تاريخ واثار قبل الاسلام ولا احد يتفاخر بها لان لدينا من الامجاد والتاريخ في عصرنا الاسلامي ما تذهب به اجيال ولم يتم حصره .
    وبالنسبه للتقصير في هيئة السياحة فهو في كل المعالم سواء كانت اسلامية ام لا
    من دروب الحج السابقه بما فيها من قلاع وبرك مائية الى العيون الحاره التي تزحر بها البلاد إلى شواطئ حقل والليث الغنيه بالتنوع الاحيائي المائي .

  6. ysoof

    اللي أعرفه أن مدائن صالح مفتوحه الآن ، كما أعرف بأن ليس لها حماية بحيث بعض الزوار أتوا ومعهم بعض الآثار من المدائن 🙂

    واللي أعرفه أن شعبنا يتغنى بالمعلقات وقصص الزير سالم وعنترة وكرم حاتم وما كان في وقت الوثنيه 🙂

    السؤال الحقيقي أين كانت هذه الآثار مخبأه كل هذا الوقت ؟ ولم خرجت بالوقت الحالي مع “بجاحة ” الصحيفة الفرنسيه على خادم البيتين ؟

  7. ليلى.ق

    والله وأنا أقرأ التدوينة جا على خاطري أكتب طيب أفتحوا مداين صالح وأعلنوا عن الآثار الموجودة هنا عشان نروح نشوفها وألاقي الهمسة ..

    على العموم أتمنى إنو ما يكون بس استعراض ، لازم يحطوا في بالهم إنو خطوة زي هذي راح تجذب المؤرخين وعلماء الآثار من حقهم يطلعوا على الكنوز الموجودة هنا على إعتبار إننا “منفتحين” ولوفر وحركات وهذه الأمور مسلم بها .
    وإلا “دونت تطش مي” 🙂

اترك تعليقاً