حوار مع مغرد (18) – ياسر الغسلان : مازلت أنتظر معرفة سبب حجب مدونتي وأقترح تدريس التغريد في المدارس

لقاء نشر في موقع أنحاء الإلكتروني

من أوائل المدونين في السعودية، غير أن مدونته حجبت ولا زhلت، وقبل ذلك هو إعلامي حضر في المشهد خلال سنوات، ومؤسس موقع “المفكرة الإعلامية”، التي يسعى من خلالها أن تكون مرجعاً عربياً إعلامياً ومهنياً.

ياسر الغسلان،@alghaslan مغرد في تويتر المكان الذي يقول أنه يضم صوت عصافير تصم آذان الوحوش، يؤكد إنه يتبنى شعبيا حركة وطنية “لعدم الانحياز” لأن التصنيفات في نظره “وباء”، في هذا الحوار تحدث عن مدونته المحجوبة والإعلام الورقي والإلكتروني وأشياء كثيرة أخرى، الى ما قال : –

من هو المغرد “ياسر الغسلان” ؟

– مواطن يغرد في عالم أصبح صوت العصافير فيه تصم آذان الوحوش الغارقين في رفض الآخر، ويلهم عقل كل إنسان باحث عن التصالح والإصلاح، سعودي المولد والهوى والانتماء، أكتسب من لغتي عنواناً لصوتي المغرد، وأبعثر في طلاسم حرفية معانياً أؤمن بها، وفي كثير من الأحيان حروفاً تعبر عن شيء من الجنون الذي يسكنني صباحاً ومساءً وفيما بينهما.

أين تجد نفسك من التصنيفات: إسلامي أم ليبرالي ..؟

– يذكرني هذا السؤال بالتصريح الشهير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما قال للعالم بأن من لا يقف بجانب أمريكا فهو تلقائيا يقف عدوا لها “you’re either with us, or against us”، لا أعلم لماذا أصبح العالم مفتون و موبوء بالتصانيف والاحتماء خلفها و كأن من لا تصنيف له هو خارج عن المألوف.

منذ الستينات الميلادية و حتى ظهور هذا النظام العالمي الجديد كانت هناك حركة عالمية اسمها “حركة عدم الانحياز” من الواضح أنها لم يعد لها مؤيدون من الدول في هذا العصر التصنيفي العجيب، و لكن رغم ذلك فأنا أتبنى شعبيا الحركة الوطنية لعدم الانحياز.

أنا بالمختصر إنسان سعودي الهوية، مسلم الديانة، عربي العرق، وطني الهوى والانتماء، أعشق الأرض التي انتهجت الشريعة دستورا، والإصلاح منهجا، والإنسانية فلسفة عالمية، وزينت علمها بشهادة التوحيد وسيف العدل.

برأيك لماذا سحب “تويتر” البساط من تحت أقدام “التدوين” ؟

– لا أعتقد أن التغريد سحب البساط عن التدوين، بل أتاح الفرصة لمن لا يجد نفسه الإمكانية للتدوين أو العمل الصحفي أن يعبر عن ذاته وآرائه من خلال هذه المنصة الإلكترونية التي أخذت أجمل ما في التدوين، وهو التعبير عن الرأي و عن الدردشة الآنية ورجع الصدى، ومن العمل الإعلامي المعلومة والتأثير والتأثر.

القول بأن وسيلة تلغي أخرى أو تسحب البساط من أخرى هو النظر للأمر من منطلق التصارع بين المنصات التعبيرية المختلفة بينما هي في الحقيقة مكملة لبعضها، فالمدون يحرص على نشر روابط مواضيعه عبر تويتر؛ لزيادة عدد الزيارات، و المغرد يطعّم بين الحين والآخر تغريداته بروابط من مدونات، وصحف إلكترونية، ومقاطع فيديو، وما إلى ذلك؛ لتكون تغريدة متنوعة و مفيدة.

وهل رفع تويتر والفيسبوك سقف الحرية إلى أعلى حد ممكن لم يصل له التدوين ؟

– لا شك في أن تويتر و فيسبوك كمنصات تفاعلية أتاحت المجال للجميع التعبير عن معتقداتهم وآرائهم ضمن البيئة الإلكترونية المحيطة بالفرد ذاته (المتابعين في تويتر) و(الأصدقاء في فيسبوك)، وهو الأمر الذي أدى إلى أننا أصبحنا نقرأ انتقادات لاذعة وعلى مستويات عدة، أحيانا لها أهدافها السامية والتي تصب في مصلحة المجتمع وقضاياه وفي أحيان أزعم أنها الأقل تتجاوز الخطوط الحمراء الأخلاقية والمهنية والتي تنتهج التغريد خارج المقبول به اجتماعيا و دينيا، وهي أطروحات لا تلبث أن يرفضها أغلبية المتلقين نظرا لشذوذها وعدم التزامها بأساسيات احترام الأخلاق وآداب الحوار والاختلاف.

في تصوري التدوين كوسيلة إعلامية أثبت أنه ربما الأكثر مصداقية عندما يتعلق الأمر بمناقشة القضايا – بالمقارنة طبعا بفيسبوك و تويتر-؛ و مرد ذلك هو أن التدوين يتيح للكاتب شرح وجهة نظره والتعمق في طرحه، والتفاعل مع تعليقات القراء، وذلك في مكان واحد يقصده الناس لشخص الكاتب أو لطبيعة المدونة إن كانت متخصصة مثلا، بينما تويتر على سبيل المثال هي تدوينات قصيرة توصل للمتلقي الرسالة مقتضبة تحتاج أحيانا كثيرة لاستطرادات لتوضيح الصورة الكاملة للمقصد.

مدونتك محجوبة للقراء في السعودية، هل لديك فكرة عن سبب الحجب ؟

– سألتني عدد من الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية عن سبب الحجب، وفضلت دائما عدم التعليق، إلا أنه و بعد مرور أكثر من ستة أشهر عن الحجب أرى أنه من الضروري تبيان الأمر، فقد تلقيت خبر حجب المدونة عبر رسالة أتتني من أحد المتابعين في تويتر و قد كنت حينها خارج المملكة، حيث قمت بعمل ما يجب عمله وفق الإجراءات المتبعة بهذا الشأن وذلك بمخاطبة هيئة الاتصالات عبر الإيميل الذي يظهر في صفحة الحجب مبينا فيه أني صاحب المدونة و طالبا من الجهة المعنية التواصل معي لمعرفة سبب الحجب، وما هو الإجراء المطلوب مني عمله من أجل رفع الحجب، إلا أني و منذ ذلك التاريخ – الأسبوع الثالث من شهر فبراير الماضي – لم يأت من هيئة الاتصالات أو غيرها أي رد أو توضيح.

هل تتفق مع من يقول بأن تويتر مكان مناسب لصناعة رأي عام ؟

– ربما أميل لمقولة أن تويتر مكان مناسب لقياس الرأي العام أو الضغط على الرأي العام أكثر من مقولة أنه صانع له، فصناعة الرأي العام تتطلب في تقديري مشاركة شريحة كبيرة (عددية) من المجتمع وهو أمر نعلم أنه غير متوفر في تويتر، ولكن يجب الاعتراف هنا بأن تويتر استطاع أن يتجاوز في تأثيره و قوته التغييرية كثير من وسائل الإعلام التقليدية، وتمكن المغردون الفاعلون والنشطون في التأثير في تفكير جيل من النشطاء الشباب ممن سيكون لهم أدوار قيادة المجتمع في المستقبل، فمغرد شاب لا يتجاوز عمره الثلاثون لديه من المريدين والمؤيدين ما يفتقره وربما يحلم به كاتب له من الخبرة أربعون عاما لم يتوقف يوماً من كتابة المقال اليومي والذي تنشره له صحيفته بارزا في الصفحة الأخيرة.

في رأيك الشخصي كم بقي على الصحافة الورقية حتى تلفظ نفسها الأخير ؟

– هذا السؤال مرتبط بشكل أو بأخر بسؤال سحب تويتر البساط من التدوين، و عليه فإني أرى بأن الصحافة الورقية كوسيلة تواصل وإعلام ربما تبقى لسنوات و سنوات، وذلك نتيجة لأكثر من عنصر، أولها أن المشتغلون في الإعلام الإلكتروني لم يتمكنوا حتى الآن من إيجاد الحلول التجارية لتحويل الوسائل الإعلامية الإلكترونية لمشاريع تدر عليهم الربح المالي كما تقوم به الصحافة الورقية، حيث أنهم لم يستطيعوا إقناع المعلنين حتى الآن بأن العائد على استثماراتهم التسويقية عبر الإعلام الإلكتروني مجدية و تفوق ما يحصلون عليه من مرود حملاتهم التسويقية في الصحف الورقية.

كما أن الإعلام الورقي لا زال يتعامل مع الخبر و التغطية الصحفية بشكل أكثر احترافية و أقل انحيازية مما تقوم به وسائل الإعلام الإلكترونية، برغم أننا شاهدنا في الفترة الأخيرة فضيحة تلو فضيحة لممارسات لكبريات الصحف العالمية حيث انجرفت في تصرفات أبعد ما تكون بالمهنية الإعلامية، إلا أن المتلقي لا زال يرى بأن الصحف الورقية تنتهج خطاب الإعلامي المعتدل والذي يمكن الوثوق به.

سبق أن قلت بأن هناك سيكون منطقة بين الإعلام الورقي والإلكتروني ينتهج أسلوب عمل يأخذ من المنصتين أفضل ما فيهما، فالحرفية والمهنية من جهة مطلب أساس للعمل الصحفي والسرعة والوصولية أمر أخر لا مفر منه لأي وسيلة إعلامية تهدف للنجاح، و بالتالي (ورقي – إلكتروني) لا فرق لأن الجمهور هو من سيحدد المنصة التي يرغب أن تصل وجبته الإعلامية من خلالها.

بالنسبة “للمفكرة الإعلامية” هل تفكر في استثماره بشكل أوسع أم تكتفي بمجهودات شخصية ؟

– المفكرة الإعلامية هي مشروع إعلامي يهدف لتنمية فكرة الإعلام المهني، و الارتقاء بفهم عمل الإعلام كوسيلة و كممارسة واحتراف؛ لينتج لنا إعلام مسؤول مستقل يحترم ذاته بقدر ما يحترم المتلقي و دوره كوسيلة تأثير في الحياة.

لقد عرضت إحدى الشركات العربية الإعلامية الرائدة شراء الموقع كما تلقينا عدداً من الدعوات من شركات تملك مواقع إعلامية عربية وإقليمية، وذلك للدخول في تحالفات واندماجات وتعاون، وقد كان رأينا دائما أن الموقع الآن وبالمجهودات الفردية لي و لزملائي أننا نسعى في هذه المرحلة تحديدا لتثبيت الموقع كمرجع يعتمد عليه لفهم الإعلام كعنصر بناء في المجتمع، والنظر للموقع كمشروع تجاري لا شك أنه هدف سنعمل على تحقيقه متى ما وصلنا لقناعة من أن الموقع تجاوز مرحلة الانطلاق لمرحلة التحليق كمرجع عربي أول للإعلام المهني.

بعد تجربته في تدريس مادة في جامعة الملك سعود، ما رأيك بمخرجات الإعلام لدينا هل تؤسس لجيل إعلامي واعد ؟

– في الحقيقة لست متفائلاً كما كنت عليه قبل البدء في رحلة التدريس، و لن أقول بالمقابل إني متشائم، بل سأكتفي بالقول بأن تجربة التدريس في الجامعة و التي أتمنى أن تأتي الظروف المناسبة مجددا لأكررها أتاحت لي الفرصة لأكتشف بأن الخطط و التمنيات ليست دائما كافية لتحقيق الإنجاز، وأن البرامج التطويرية تسبقها في تقديري تأهيل نفسي وإرشادي للطالب يبدأ في المراحل الدراسية الثانوية، فمن غير المعقول أن أسأل طالب عن خططه بعد التخرج وهو طالب إعلام ليقول أن يجد وظيفة ولا يهم إن كانت في الحقل الإعلامي أم لا، ولا يمكن أن تكون مخرجات هذا التعليم مشجعة عندما لا يعرف طالب إعلام في سنة التخرج من هو رئيس تحرير جريدة الرياض مثلا أو رئيس مجموعة إم بي سي.

معظم الطلبة الذين درستهم لم يختاروا قسم الإعلام بإرادتهم، فإما أن المعدل هو من أوقعهم بهذا التخصص أو اختيارهم هذا المجال هو فقط للحصول على شهادة جامعية أو لأن الشلة قررت الانضمام لهذا “القسم الكشخة”.

هل تتفق مع من يقول بأن الإعلام الآن لا يحتاج لمتخصص بقدر احتياجه لممارس ؟

– يجب التحديد هنا، فبنسبة للإعلامي “المراسل” فنعم أتفق بأن الممارسة و الحس هو الأساس، بينما لو تحدثنا عن الصحفي المهني و الإعلامي المحترف فأنا مع مقولة أن يكون متخصص، مع ضرورة أن يتبلور مع الوقت التخصص بالممارسة، فمعرفة خفايا العمل الصحفي و التفكير كصحفي تتطلب دراية في كيفية التنقيب عن الخبر و هي دراية توفرها الدراسة الأكاديمية التي تعطي الصحفي بعضا من أسرار العمل.

أما الكاتب و المعلق السياسي أو الناشط الاجتماعي مثلا فلا يمكن تسميتهم بإعلاميين كما درجت العادة هذه الأيام، و بالتالي فمشاركاتهم الكتابية في وسائل الإعلام المختلفة لا تخضع للتوصيف أعلاه.

كسعودي لو أصبحت على رأس سلطة عليا، ما هو أول قرار تتخذه ؟

– تدريس مادة “التدوين والتغريد” و مادة “التعبير عن الرأي والمناظرات” ابتداءً من الصفوف الابتدائية في مدارس البنين و البنات.

اختر أحد متابعيك ووجه له كلمة ؟

– صديقي العزيز فهد العتيق @fattiq, و كلمتي له ستكون على شكل سؤال لطالما تمنيت أن يجب عليه دون مماطلة .. سؤالي لك يابو عبدالله هو : كم بيض الحمام ؟ :).


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

3 responses to “حوار مع مغرد (18) – ياسر الغسلان : مازلت أنتظر معرفة سبب حجب مدونتي وأقترح تدريس التغريد في المدارس”

  1. Sandy Murnock

    I simply want to say I am all new to blogs and absolutely liked you’re web blog. Likely I’m planning to bookmark your website . You really have remarkable articles and reviews. With thanks for sharing your web site.

  2. hkrkoz al kuwait

    ما اني كويتي واحب احافظ على سمعه الخليج ؛ احب اقولك اذا كانت افكارك من افكار امك الله يحفظها لك × لا نرغب في التواصل في الانرنت وراح نحارب موقعك × يعني اذا كنت تود الحريه فاحمد ربك انك سعودي مسلم × واذا كنت تبحث عن مواضيع امثال التشويه او الحريه للمراه او حريه امثال المتخلف سعد الفقيه والجحلط × سوف نعلن الحرب انت وغيرك, وسلام

  3. العنود

    جميل .. 🙂
    استغليت سفري خارج نطاق الحجب و ها أنا أتصفح المدونة بإسهاب ..
    وفقك الله ..

اترك تعليقاً