هل تعرف معنى الإختلاف؟ هل سبق لك أن سمعت بالرأي الذي يقول أن الإختلاف لا يعني العداء؟ هل من الممكن أن تتسامر وتضحك مع شخص يؤمن بدين وتؤمن أنت بدين آخر؟
هل سبق أن اختلفت مع والدك ولم تشعر بالخذلان و تجادلت مع والدتك ولم تشعر بالإحباط وتعالى الصوت رفضاً مع شقيقك ولم تشعر بالكراهية اللحظية؟ هل أحسست في يوم أنك على خطأ واعترفت بذلك أمام الناس؟ هل سبق أن اعترفت لمن يناقشك بأنه كان على صواب ؟ هل تشعرك هزيمة الرأي بحالة نقص أم أن الإنكسار الوقتي يعود بك بعد ذلك لصفاء ذهني ورغبة في التعلم؟
متى كانت أخر مرة احتدم النقاش بينك وبين شخص وصافحته في النهاية وقلت له لا بأس، لنبقى مختلفين وهيا بنا على العشاء، متى كانت آخر مرة كرهت رأي ولكنك أحسنت الظن في صاحبه ؟ كيف كان شعورك في تلك اللحظة ؟ هل شعرت بالراحة ؟ لابد أنك شعرت بالراحة.
ماذا ترى عندما يهاجمك أحدهم ؟ هل تراه خصم أو عدو أم شخص مغرر به أم إنسان لا يرى الأمور كما تراها ؟ ماذا يكون شعورك لو قال لك بأنك لا تفهم شئ أو انك بلا أخلاق أو بلا دين ولا مبادئ ؟ كيف ترد ؟ وهل ترد ؟ أم تتركه وتمضي لحال سبيلك ؟ هل تحرص على أن تدافع عن نفسك ؟ أم أن من منظورك من يصفك بأبشع الأوصاف الأخلاقية لا يستحق عناء الرد ؟
ما الذي يرشدك لجادة الصواب ؟ هل هي العاطفة أم العقل أم ما يقوله ويردد أغلب من حولك، هل لك رأي في كل شئ أم أنك تتجنب إطلاق الأحكام في الأمور التي لا تفهم فيها ؟ هل أنت من هؤلاء الذين يحبون القفز لداخل كرة الثلج أم تفضل تجنب الضجيج العشوائي للجماهير الهائجة ؟
هل تحب الناس أم تشك فيهم ؟ هل تحرص على بناء الصداقات أم تفضل أن يشار لك بالبنان بأنك صاحب اللسان السليط والشخصية الكاسرة ؟ هل تفهم كل شئ ؟ هل ترى نفسك كامل ؟ أم تعبر عن قصورك بتواضع فقط لكي لا يقال عنك أنك مغرور ؟ هل كل ما تؤمن به في دينك تنفذه بحب وإيمان ؟ هل تفهم العلوم وتتذوق الأدب وتقرأ النجوم وتستشرف المستقبل من دروس التاريخ ؟ هل يحترمك الناس لشخصك أم يخافون من لسانك ومن تقلبات أخلاقك؟ هل تحترم الناس لتحقيق مصلحة أو خوفاً منهم أم لأن تربيتك أنشأت ذاتك على إحترام الجميع ؟
قد نعتقد أننا نملك كل الإجابات، إلا أن الحقيقة في واقعيتها هي أننا فقط نعقد ذلك، فأصعب الأسئلة التي نجهل إجاباتها الصحيحة هي أسئلة الذات، ليس لأننا لا نملك موقفاً منها بل لأن الإنسان هو أكبر مكابر ومضلل لنفسه.