٢٠٠ مليون !؟

d8acd8a7d985d8b9d8a9-d8a7d984d8a5d985d8a7d985-d8aad8b9d8aad985d8af-200-d985d984d98ad988d986-d984d984d8aad8b9d984d98ad985-d8a7d984d8a5ينشر بالتعاون مع موقع (المفكرة الإعلامية

منشور كذلك في موقع (قضايا سعودية)

لست متخصص في تصميم و برمجة المواقع أو البوابات الإلكترونية كما أني لست ممن يشكك و ينتقد كلما قرأ أو سمع خبر أو قصة لم تناسب عقله المحدود، و لكن في ذات الوقت أعمل على وضع عقلي بشكل مستمر في إختبار إنساني أسمه التفكير و الربط و التحليل المبني على آلية تعرف بالمنطق العقلي و الذي يستعمل لفهم الظواهر و الممارسات منها الإنسانية و منها الطبيعية.
و أمام هذا الوضع الإنساني البسيط أقف متلبسا ثوب العقل المطرز بعمامة المنطق و لكن بوجه فيه ملامح الإستغراب واضحة عليه، فأمامي خبر وصلني يفيد بأن (جامعة الإمام تعتمد 200 مليون للتعليم الإلكتروني) و ذلك في وقت نعلم جميعا أن التعليم الأولي لا زال يثبت يوما بعد يوم فشله في التعاطي مع كل المشاريع التي تبنتها الدولة و التي حاولت مرارا و تكرارا إدخال فكر التعليم عن بعد في مقرراتنا و مدارسنا و لكن دون أي نجاح، و لا أدل على ذلك من مشروع الملك عبدالله (وطني) و الذي صرفت عليه الدولة ملايين الريالات و بقي حبر على ورق.
لا أدري إن كان إدخال التعليم الإلكتروني في جامعة نعلم جميعا أنها تتعامل مع مقررات نظرية يستحق فعلا هذا المبلغ، فـ(٢٠٠ مليون) ليس مبلغ صغيرا يمكن إستثماره من باب التجريب في محاولة لخلق ثقافة تعليمية نعلم مسبقا أنها فشلت مع من هم أصغر و أكثر قابلية للتعامل مع التقنية من مجموعة من الأساتذة الذين لا زالوا يقييمون الطلاب من منطلق الحضور و الغياب.
ربما يقول البعض أن ذلك المبلغ الكبير مستحق لكونه سيؤهل أجيال المستقبل من الدعاة و الأساتذة و الموجهين التربويين، و لعل ذلك صحيح و لكن في ذات الوقت يصعب منطق عقلي البسيط أن يتقبل فكرة أن وضع بنى تحتية لجامعة تدرس موادا نظرية تحتاج مبلغا كـ(٢٠٠ مليون) ريال في وقت نعلم جميعا أن مبلغا مثل هذا بإمكانة أن يبني بدل البوابة الإلكترونية الواحدة عشرات البوابات بل ربما عشرات المداخل و الأنتريهات و المجالس!.
لن أشكك في نوايا المسؤلين عن البرنامج و مشروع التعليم الإلكتروني هذا و لكن في ذات الوقت أتمنى أن يكونوا أكثر شفافية عندما يتحدثون عن مشاريعهم العملاقة لوسائل الإعلام أو عندما يصرحون عن خططهم التطويرية، ففي الخبر الذي أشرنا له أعلاه و الذي نشر على موقع الجامعه لم يحوي سوى تعابير فضفاضه لا معنى لها من الناحية التخطيطية و الإدارية شئ، فلا مواصفات و لا جداول زمنية و لا أسماء شركات و لا شئ يمكن أن يكون مستند لمن أراد في يوم من الأيام أن يعود ليسائل الجامعة عن سير العمل و الإنجازات إن وجدت.
خلاصة القول هي أن ٢٠٠ مليون في تقديري مبلغ مبالغ فيه ما لم توضح بجلاء التفاصيل التقنية و خطة العمل و الأطراف المعنية في الأمر إضافة للمخرجات المتوقعة و كيف لهذا البرنامج أن يفيد التعليم في الجامعة نوعيا و كميا، كما أني أدعو الجامعة و القائمين عليه في أن يتوقفوا عن إصدار بيانات صحفية و أخبار لا تغني و لا تسمن من جوع، فما دام الخبر يكتب بصيغة تملأها الجمل التعبيرية الرنانة من قبيل (أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل، أن الجامعة مقبلة على أعمال إستراتيجية وجهود متميزة تصب في مصلحة أبناء الوطن) و جمل مثل ( مؤكداً أن مسؤولي وزارة المالية وفي مقدمتهم معالي وزيرها يتحدث دائماً عن جودة التعليم عن بعد في الجامعة، وعن تميزه وما خطت فيه الجامعة من خطوات مباركة)، أقول ما دامت تنشر تصاريح و أخبار من هذا القبيل فمن المؤكد أن الدولة لن تتمكن في يوم من تطبيق مبدأ المحاسبة وفق النتائج و الذي دعوة لتطبيقة في محاسبة المسؤلين في المملكة العربية السعودية في تدوينة سابقة.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

عزيزي زائر المدونة أشكرك على تلطفك بالمحافظة على النقاش الهادئ و المتزن و الهادف للإستفادة و الإفادة. تحياتي ... ياسر

7 responses to “٢٠٠ مليون !؟”

  1. Harold Hermens

    I just want to say I am just very new to blogs and absolutely liked your page. Very likely I’m planning to bookmark your site . You surely come with amazing stories. With thanks for sharing with us your web-site.

  2. العزيزة

    اشكرك لانك تكتب في امور هي بالفعل اهتمام الكثير .
    هذا موضوع تداولته مجالس كثيره ..وياريتك سمعت ماذا قيل فيها ..!! اضف لذلك موضوع الشهادات الاكاديمية المزورة ..والفساد الاداري ..و …و …و…
    200 مليون ..!! بس
    يا أخي العزيز ..اتذكر مقابلة د محمد القنيبط ..عندما اشار إلى الطريقة التي اتخذتها جامعة الملك سعود لتحقيق مواقع متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات .
    ومفيش حد احسن من حد ..اذا كان الامر كل مافيه هو إثقال المحتوى الالكتروني لتحقيق المراكز الاولى عالمياً ..
    وأمر اخر ..هل تسألت من الجهة التي رسى عليها عقد ال 200 مليون ..!!
    هذا الامر نموذج بسيط من سوء الحال الذي نعيشه .
    وسائل الاعلام الجادة ينبغي ان تعيد النظر في طريقتها لطرح الامور ..ومرورها (وطفتها المؤقته ) تجاة بعض الاخبار …يجب ان يكون لدينا النفس الطويل والجهود المنسقة حتى تكون وسائل الاعلام وسيلةاصلاح تسهم في مزيد من الشفافية .
    بالنسبة لي انا مواطنة غير راضية عن كثير مما يحدث حولي
    ..ومن حقي الحصول على تفسير لما يجري ..وإجابات لاستفساراتي .

  3. نوفه

    200 مليون مبلغ كبير جداً 🙂

    و لا أظن انه سيصرف على الموقع ككل ؛)

    نسأل الله السلامة

  4. الكينونة

    إذا لم تستح فافعل ماشئت .. وإذا لم تستح أكثر فافعل ماشاء لك غيرك أن تفعله ..!!

  5. نورة

    (في جامعة نعلم جميعا أنها تتعامل مع مقررات نظرية)

    أستاذ ياسر ، تحتاج عمل Update لمعلوماتك عن أقسام الجامعة 🙂

    لا أعرف تفاصيل مشاريعهم ولا ما قالوه في الصحف لكني أعرف أني أدرس فيها منذ 3 سنوات في كلية أسمها علوم الحاسب والمعلومات وأقضي معظم محاضراتي في معامل سرعة الأنترنت فيها تشبه غمضة العين ومفتوحة للطالبات على مدار الساعة ، كما أني مجبرة أن أتحدث الإنقليزية مع أستاذاتي سواء كن سعودياتٍ أو أجنبيات ، وأعرف أيضاً أن 5 طالبات تخرجن هذا العام بمشروعٍ برمجة نظام الفواتير لشركة ” العثيم ” ، لذلك تذكر حين تدفع فاتورتك هناك أن البرنامج الذي تدار به تلك العملية مصمم من قبل طالبات في تلك الجامعة المغلومبة ! 🙂
    هذا مايخص قسمي
    أما معلوماتي العامة حول الجامعة ، فأعرف أن بها كلية أسمها كلية العلوم بأقسام كـ ” الرياضيات ” و ” الكيمياء ” والـ ” فيزياء ” وأن طلابها يقضون وقتاً ليس قليلاً في معامل وبين محالي ومواد كيميائية ، ويتحدثون عن قوانين نيوتن التي أبتلى بها البشرية ، وأعلم أن في الفصل الدراسي الماضي كان هناك طلاب يلبسون معاطف بيضاء ويدخلون لمعامل تشريح ، يسمونهم ” الدفعة الأولى لكلية الطب ” ..

    ماذا .. هل غيرت رأيك الآن حول نوعية المواد المدرسة هناك 🙂

    أنا بالمناسبة لست متعصبة للجامعة وأعلم أنها مليئة بالعيوب لكني آخذ الأمور بصورتها الطبيعية..
    نحن في عام 2009 ولازال هناك من يعتقد أن جامعة الإمام تحوي كليتين فقط هما ” الشريعة ” و ” اللغة العربية ” !

    بالنسبة لموقع الجامعة ، وأنا لا أقصد التعليم الإلكتروني ، لكني أقصد معلوماتي كطالبة هناك ، بعد تحديث الموقع أصبح مرناً جداً في الإستخدام ، لكل طالب بروفايل خاص به يحوي جميع معلوماته الدراسية ومعدلاته التفصيليةوأساتذته في كل مادة ، منذ دخوله للجامعة حتى الوقت الحالي ، وبإمكانه الإطلاع عليه في أي وقت ، هذا بالإضافة إلا أني بداية كل عام أسجل موادي وأرتب جدولي وأنا على النت في صالة منزلنا بعكس صديقتي في جامعة الملك سعود التي تقف في طابورٍ يزيد عن 100 فتاة حتى ترتب جدولها بطريقة يدوية !

    أما الوضوح والصراحة فلا أجد الجامعة وحدها من يتخذ الغموض في تصريحاته ، كل الدوائر الحكومية كذلك ، مثلا تقنية النانو في جامعة الملك سعود والتي صُرفت عليها مبالغ هائلة ، هل سمعنا شيئاً عن تفاصيلها ؟
    مجرد تعظيم للأمر وأن جامعة الملك سعود تقفز قفزة هائلة ووو .. ثم ماذا ؟

    :
    :

    قليل من العدل ياجماعة 🙂

    :
    :
    عذراً على الإطالة أستاذ ياسر وأتمنى أن تتقبل وجهة نظري ..

  6. خلود الفهد

    المصيبة يا ياسر أن المناهج لها قرون من الزمان ومن يعلم ويدرس في هذه الجامعة ماهم الا حفظة للتراث 🙂

    فكيف تقنعني بأن التراث يستنزف 200 مليون للتعليم عن بعد ..

    يقال والعلم عند الله أنهم يدخلون الجينات الوراثية لمن يختارونه ومن ثم يقومون بعمل أمر للطابعة printout ويتخرج الطالب ملتحي يرسالة ماجستير عن الحسبة في الأسواق أو عن من يحتسب والمحتسب والمحتسبين ونحن الشعب المسكين نحتسب الأجر عند الله تعالى في الـ 200 مليون ريال 🙂

اترك تعليقاً