الزعيـــم

بنقرات أصابع: (شارع العطايف)

هو لقب يعطى لمن حقق انجازات لا تنسى ووضع بصمات لا تختفي وآثار خطواته واضحة في مسيرة أمته التي خطها ولن تمحى فما بالك بمن وضع بصمت خلال أربعين عاماً لا تمحى من ذاكرة الوجدان العربي من يحاكيك في كل لحظة ومن تجد مقولاته حاضرة كشاهد في كل المواقف التي تمر بك وفي كل جلسة سمر وفي كل موقف لا تتوقعه مثل دانا بخاف من الكلب يطلع لي أسد و بعد أربعطعش سنة خدمة في ثانوي بتقولي أقف و بلد شهادات صحيح و شيبربخ
شيربخ زرررر وعندما يسأل عن معناها فيقول لا دا ولا حاجه تضج الأفواه بضحكات وقهقهات لا تتوقف, من غير الذي إذا نظر إليك بنظرته بدون أن يبتسم لا تتمالك نفسك وتضحك حتى تأن وتدمع عينيك هو بالتأكيد الزعيم عـــادل إمــــام.

عادل إمام استحق هذا اللقب الذي لم يأتي من فراغ فمن منا لا يتذكر الخط خليفة الخط وخصوصي ولازماته الشهيرة ومن منا لا يتذكر شخصية الهلفوت وشخصية الزرل فيلم خمسة باب وفيلم المتسول الذي كان يزخر بالنجوم من إسعاد يونس وسيد زيان وأحمد عدوية و وحيد سيف وهياتم وأحمد راتب واللازمات الكثيرة في الفيلم مثل نو دولار ايجبشن ماني أو في الصبحية حابقى اقولك.

وفي هذا المقام لا بد من الحديث عن مسرحية شاهد ما شافش حاجة وهي قمة الإبداع الأدائي المسرحي من جميع الممثلين والتي لا زال الجمهور يتغنى بها وبمشاهدها كمشهد المحكمة والتي أجزم أن كل الجمهور العربي يحفظه عن ظهر قلب ولا زال يضحك عليه من القلب لصدق الأداء ونقاء النص وبساطة الحوارات وتلقائية الأداء حتى من الكومبارس وذوي الأدوار البسيطة من منا لا يتذكر برعي آمر المحكمة والشويش حسين (على فكرة الشويش حسين هو والد الفنان المرحوم علاء ولي الدين).

رمضان فوق البركان ورجب فوق صفيح ساخن وشعبان تحت الصفر وباب الوزير والحريف الكوميديا الاجتماعية ذات الإسقاطات البسيطة بغرض وصف التركيبة الاجتماعية السائدة في تلك المرحلة وطموحاتها وأحلامها. الثمانيات كانت هي فترة تتويج عادل إمام كزعيم على السينما العربية لكثرة الأفلام وسخاء عطاءه وانفتاح شهيته التمثيلية التي صنعت الفارق بينه وبين نجوم جيله من حيث الإيرادات ومن حيث ارتفاع توقعات جماهيره الذين أُسروا بهذه الشخصية العامة الخاصة والتي أوجدت محطات رئيسية في مسيرة السينما المصرية وحتى على المستوى السياسي كفيلم إحنا بتوع الاتوبيس والذي يمثل مرحلة ومنعطف تاريخي في مصر والأمة العربية والتي كانت تنتظر صرخة واضحة وصريحة حتى تغير الكثير من المفاهيم وهو ما صنعه هذا الفيلم وما سبب منع عرضه واختفاءه في الأدراج إلا إثبات عن أخطاء المرحلة الناصرية.

ويجب هنا تذكر مسلسل دموع في عيون وقحة والذي رصد من خلاله شخصية البروسعيدي المصري الأصيل الذي تحول لبطل مخابرات ليرفع المعنويات ويسلط الضوء على الانجازات القومية لمصر.

فترة التسعينات شهدت تغير في الخط السينمائي لعادل إمام والتي مثلت مرحلة الركود السياسي والاقتصادي للمنطقة وظهور مشاكل الفساد الاجتماعي والسياسي كالارهاب والكباب والارهابي وبخيت وعديلة بأجزائه والمنسي وطيور الظلام واللعب مع الكبار.

وأفلام الألفية الجديدة التي وضع فيها حد لسينما الشباب والذين حاولوا الاستخفاف بذائقتنا الفنية فأظهر لنا مجموعة أفلام كوميدية تكتسح مقارنة بالتهريج الحالي وليس أفلام عريس من جهة أمنية والسفارة في العمارة والتجربة الدنماركية وأخيراً مرجان أحمد مرجان إلا أمثلة واضحة على تلك المقاومة لحفظ ماء وجه السينما المصرية العريقة وصفعة قوية لمن يحاول اللعب بمكتسابتها, ويجب أن ترى إبداع عادل إمام عندما يظهر في فيلم البطولة الجماعية فيلم عمارة يعقوبيان حتى تتأكد أن هذا المبدع يحمل الكثير في جعبته.

من يترقب ويشاهد ويحلل أفلام عادل إمام لا بد أن يستشف ويلحظ تاريخ مصر والمنطقة العربية بشكل عام هي توثيق مرئي لمراحل ومنعطفات كثيرة ظلت وستظل باقية لفترة طويلة جداً فهو مؤرخ عبقري لن يتكرر.

لن تكفي هذه الصفحة لرصد مسيرة الزعيم الفنية ولن تكفي للتحليل الفني لأعماله ولكن هي وقفة احترام لمبدع قل وجوده في زمننا الحالي فعلاً المبدعون الحقيقيون قلة.

وأختم بمقولة أصل أنا شيوعي وصاحب مزاج من يتذكر في أي فيلم ذكرت هذه الجملة.