بنقرات أصابع: (شارع العطايف)
اعتقد أن نسبة كبيرة منكم قد شاهد فيلم ماتريكس وأنا اعتبر نفسي من أكثر الناس إعجاباً به لعدة أسباب ولكن موضوعي هنا ليس الفيلم بقدر ما هو تأثير مصفوفة 01 الصفر والواحد في حياتنا.
كما في الفيلم أصبحت حياتنا مجموعة من المصفوفات متراصة منتظمة متمثلة بعالم الديجتل
المحيط والمسير لنا, حيث المعايدات ومظاهر الفرح والحزن والتعازي والمباركات تنتقل في شبكة طويلة من الأسلاك والموجات الصوتية والكهرومغناطيسية والتي بدورها تتحول إلى مصفوفة رقمية لتسرع للانتقال إلى مسامعك التي تطرب لسماع صوت التكنولوجيا البارد.
في العيد تلقيت أكثر من مائة معايدة ولم أتلقى أي اتصال وفي رمضان تلقيت عدد مماثل ولم أتلقى إلا القليل من الاتصالات , وقد فتحت الايميل وإذا بي أجد عدد لا يستهان به من التهاني والمباركات. لا أخفيكم أني لم أقرا اغلب الرسائل التي وصلتني حيث اكتفيت فقط بمعرفة المرسل ولم اهتم كثيراً للنص سواءاً في رمضان أو العيد, وأيضاً تعمدت أن لا أرسل أي رسالة هذه السنة سواءاً للعيد أو رمضان حيث عشت صراعاً كبيراً بين مشاعري الخاصة التي أكنها لبعض الناس من الأهل والأصدقاء المقربين والذين اتصلت بهم بكل حب وطواعية لتهنئتهم وبين أن افتح جوالي واضغط اختر الكل وأرسل مجرد زيف من المشاعر لأشخاص لو خيرت لما رفعت سماعة الهاتف لسماع أصواتهم ولما ضحكت مجاملة على ثقالة دمهم ولما كلفت نفسي أن أذهب لبيوتهم ولكن هي التكنولوجيا التي قربت البعيد وأجبرتك على الغث السمين.
أيضاً التلفزيون وكمية القنوات الفضائية التي امتحنت صبري على تكسير الشاشة في هذا الشهر الفضيل حيث غزارة الإنتاج وقلة الفائدة, سيل من الأعمال السيئة التي بفضل تقنية 0101000 استطاعت في ظرف أقل من شهر أن يخرج علينا عدة أعمال باردة لا مستوى فني ولا تمت للواقع بصلة ولا تضيف لك معلومة ولا تزيد لأبنائنا قيم أخلاقية ولا تمجد تراث ولا تبشر بمستقبل ولا تنقل أحساس ولا تصيغ مشاعر فقط مجرد أوقات تمضي ومشاهد تتوالى ومساجد تئن.
الحياة فيها من المعاني ومن النعم التي من المستحيل أن تتحول إلى أرقام مصفوفة ولكن لبلادتنا وأتكاليتنا وحبنا للرخاء رضينا بالحل الأسهل وتغاضينا عن السهل, وحولنا حياتنا إلى مشروب بارد بدون طعم ورمادي اللون نتجرعه بلذة لعجزنا عن توفير البديل فاضطررنا لتقبله والاستمتاع به والاستطعام بنكهته الجافة المرة لنتمشى مع العصر. وأخشى ما أخشاه أن يتحول الخيال إلى حقيقة ونتحول جميعنا إلى عالمين عالم الديجتال (0101 ) الذي يزخر بحراسه ومحاميه ومغفلوه وعالم سفلي يهرب من سجنه الرقمي ويختفي ويناور ليحافظ على الكثير من الأسرار التي يحملها عن الحياة وعن القيم ويسعى الفريق الرقمي للقبض عليهم وإنهاء كل بارقة أمل في هذه الحياة.
I just want to tell you that I am all new to blogging and site-building and honestly enjoyed your web-site. Almost certainly I’m going to bookmark your blog post . You amazingly come with fabulous article content. Bless you for sharing with us your website page.
توقعت انك بتتكلم عن سيطرة الـ 01 وسكانه على سياسة المملكه وتفردهم بأغلبية المناصب الوزاريه والاداريه وبما فيهم صاحب هالمدونه 😀
لكن صاحب هالمدونه 01 بحر ماله امتلك مدونته وصار رئيسه وما زاحم غيره …
مع انه لو يمسك وزاره نتوسم منه خير هالإيطالي ..
وبالنسبه لموضوعك … بيني وبينك هي زين وشينه والزين فيها … ان تفتك من ثقالة دم البعض وغثاثته … والشين فيها انه تسبب البرود والجمود عند الناس وتساعد على قطيعة الرحم
ويعطيك الف عافيه على هالموضوع
جميعنـا نعيشهـا كما تريدهـا هي ..
محشووه بالديجتـال ..
صدقاً لم نستخدم في التبركيـات بقدوم
رمضان او العيد ..سوى الارقام ..والرسائل
ولم نكلف آصواتنـا بهذه المهمه ..
ربمـا في العيد القادم آكلف صوتي بهذا الشي .. 🙂
لم أرَ الفلم المذكور
إلا أنني مهما حاولت الهروب من الدجتل ، فإنه ملاقيني …!!
لنسير الدجتل قبل أن نسير به …
هل يمكن هذا …
……
أسجل إعجابي بأسلوبك …
**************
مشاري
لو كانت الحياة مصفوفة .. لم عجزنا عن فهمها ..
حياة الديجتال .. مطعمة (غصب عنا) بحياتنا ..
أو بالاحرى لا أدري من هو مُطعم بالآخر ..!
جداً جميل هذا المقال
شكراُ لك
السلام عليكم ورحمة الله
أخي ياسر فعلا الحياة فيها من المعاني والنعم والتي لاتفسر بمصفوفة وماأقساها من حياة بعالم الدجيتل كم يأخذني الحنين إلى عصر الثمانينيات الخالي من معظم ماتتطلبه حياة أو عالم الديجتال كم كانت فرحتنا بالمنطقة الشرقية لدخول الصيف حتى يتم إلتقاط بث قنوات الخليج بوضوح مع أرتفاع مستوى الرطوبة وكم أحن لتعديل اللاقط ( الانتل ) مرة يمنه ومرة يسره وأنا فوق السطوح واخي يقول لي ( مابعد صفى )