قرأت مؤخرا الرواية الشهير (١٩٨٤) لجورج أورويل و التي تحكي قصة هيمنة حزب سياسي ثوري على حكم دولة مثالية طبقية تعيش في صراع عسكري ثقافي سياسي مع الدول المجاوره، حيث يقوم القائد الهمام و الذي يسميه الجميع بالأخ الكبير على التحكم بجميع المواطنين من خلال نظام معيشي صارم لا يعترف بأي نوع من أنواع الإستقلالية الفردية أو الخصوصية
و ذلك من خلال سيطرة ذلك النظام على تصرفات الناس جميعهم و التحكم و مراقبتهم بآلاف الكاميرات التي توزعت في غرف النوم و الطرقات و الممرات العامة و المداخل و في داخل المكاتب، بحيث لا يمكن لأي إنسان من أن يتجاوز و لو بالتفكير النظام العام و الذي يطلب من الجميع التعبير لفضيا أمام الكاميرات بين الحين و الآخر بكرهه علانية للدول المجاورة و التي هي الفساد الإنساني بكل معنى الكلمة إضافة لتعبيره الصادق للولاء للنظام العام و قائده.
تذكرت هذه الرواية و التي حققت نجاحا كبيرا على المستويين الشعبي و التجاري و كانت الأساس الذي بنيت عليه فكرة برنامج تلفزيون الواقع الشهير (بيغ بروذر – Big brother) أقول تذكرت الرواية عندما قرأت مؤخرا خبرا في وسائل الإعلام المحلية مفاده أن هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تعتزم تركيب كاميرات مراقبة في الأسواق العامة و ذلك للحد من التجاوزات الأخلاقية التي يقوم بها بعض الشباب و بعض الشابات و التي لا تمت لديننا و أخلاقنا الإسلامية، و لضمان إستتباب الفضيلة في أروقة الأسواق و التجمعات التجارية المنتشرة في ربوع المملكة و التي كما يصفها بعض مؤيدوا الهيئة أنها أصبحت أوكارا للفساد و الرذيلة في بلاد أخذت على نفسها عهدا بتطبيق الشريعة الإسلامية قولا و فعلا.
هذه الحل الذي يرى في مراقبة الناس وسيلة مثلى للحد من الرذيلة يفتقر في تقديري لأسس التحليل الإجتماعي و النفسي للشريحة المستهدفه و التي في أساسها متمردة رافضة للأنظمة و القوانين و قادرة أكثر من غيرها على التحايل و تجاوز كل الأنظمة الرقابية التي لا تضع في عين الإعتبار عوامل التغيير التقني و البيئي و الثقافي، فالشباب من الجنسين و الذين يرون في الأسواق أنها مراتع لللذة و الإستمتاع سيعملون على إيجاد مراتع بديله في حال ضاق الخناق عليهم و تزايدة حدة السيطرة و المراقبه و بالتالي لن يحقق هذا القرار السطحي أي نتائج إيجابيه تخدم الأهداف الأخلاقية التي كانت في الأساس محركها، و ما (طلعات البر) و التسكع في الشوارع إلا شواهد علي ما نقول.
في الماضي كانت الهيئة تراقب الشباب في الأسواق من خلال تخويفهم بالتلويح بالخيزرانات و الضرب أمام الناس لكل من تجرأ بأن أطال شعره أو لبس بنطالا أو إستمع بإستمتاع لمايكل جاكسون أو مادونا أو باك ستريت بويز، و اليوم يحاول من يحاول مراقبة شباب هذا الجيل الذي إحترف الراب و ثقافته العنيفة و يستمتع في وقت العصاري بالتزلج (زبيرية ستايل) على الطرقات الإسفلتيه دون خوف أو تردد و يحمل معه جوال بلوتوث من خلاله يسجل للتاريخ أي حركة أو همسة قد يستغلها قاصدا أو غير قاصد لتهييج العالم على ما قد يفهمه المشاهد العادي بأنها إنتهاكات للحقوق البشرية و تجاوزا لأدمية الإنسان، و بالتالي فإني أرى أن تركيب كاميرات مراقبة من هذا النوع قد تفرز لنا مواجهة خطيرة بين تيارين أسمي أحدهم تيار (الواقع) و الآخر تيار (ما يجب أن يكون)، حيث ستفرز لنا هذه المواجهة في تقديري خسارة حقيقية لما بقي من مصداقية لجهاز رقابي لازالت مقومات المأسسه تنقصه تشريعيا و تنظيمة و تنفيذيا و بالتالي سيتحقق مبتغى بعض من يدفع نحو إلغاء هذا الجهاز الحيوي من الوجود أو دمجه في مؤسسات شبيهة بحجة عدم تماشي الخطط الموضوعة مع الواقع المعاش و هي أحد أكبر المشاكل التي قد تواجه أي مؤسسة حكومية تعمل في مجال الخدمة المجتمعية أو في مجال الرقابة الميدانية.
و أختم ببعض التساؤلات و الملاحظات حول الموضوع، فأقول إن كان هذا القرار هو في صالح المجتمع ككل و يعتمد على تأصيل شرعي فلماذا يطبق فقط في الرياض و هي العاصمة الملتزمة لحد الإنغلاق و التي عاشت و تعيش منذ أكثر من عشرون عام متوافقة مع الفكر الذي وضعته الهيئة للمجتمع المثالي و رغم كل ما سخر لهذا الجهاز ماديا و بشريا و ثقافيا نجد أن المحصلة الأخيرة هي اللجوء لوسائل رقابة أكثر صرامة و أكثر تشدد، و هو الأمر الذي يدلل علي أن كل ذلك المجهود لم يحقق لنا مجتمعا مثاليا كما خطط له و بالتالي فإن التشكيك بمقدرة الهيئة كجهاز على تحقيق النجاح ببسط الفضيلة يبقى أمرا واقعيا و منطقيا وفق معطيات الواقع .
و في حال طبق هذا القرار و تم زرع كاميرات للهيئة في الأسواق كيف لنا من الآن فصاعدا أن نتحدث عن حقنا في التمتع بمفاهيم إنسانية كالخصوصية و ما هي الضمانات التي تحمي صورنا و صور نسائنا و أطفالنا من أن تقع في الأيدي الخاطئة ممن أرهبتهم عقولهم المتوجسه من الجنس و الغارقة في خيالاتهم المريضة.
الهيئة Big Brother
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to tell you that I am new to weblog and definitely loved you’re web page. More than likely I’m likely to bookmark your blog post . You definitely come with remarkable well written articles. Appreciate it for sharing with us your web-site.
افرض دخل السوق بن علي واغتاله احد المعارضين وشلون نثبت للعالم كما اثبت الدبيون مقتل (نسيت اسمه)
الفلسطيني
وبعدين ابشر بماهو شر
وبعدين ليما يحطون الكمرات على الوزارات
والامانات
ليما يحطون الكميرا علي يمكن انكر اني كتبت اعلللللللللللللللاه
وليه ابن عمي(بالسوري)
عذرا يـآ أخي …Shaked
كيف يعني كل واحد يراقب بيته …!!!
بلبس ومكياج ووو الخ
هذه ثكنه عسكرية او بيت …!
انت تتخيل الوضع قبل كل طلعه تمر بتفتيش ..:/
واذا كانوا البنات حتى بلبسهم ومكياجهم مايتحكمون ومفروضه عليهم الوصايه متى تستخدم عقلها ..!
غير عاد (الوصي) هذا هل هو مؤهل انه يكون (وصي) ولا الذكر الموجود في البيت اي كان سطحي او مغرور او عقله على قده
على طول هو الصح من مبداء انه لازم ينتبة لأهل بيته .!!!!
القران حل الموضوع في اقل من نصف سطر وبدون محد ينتبة لحد 🙂
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)
شكرا لأنصاتك 🙂
بحكم اني من مدينة صغيرة لايوجد بها اسواق كبيرة ومجمعات، انا اعتقد ان الاسواق بالأساس مراقبة بكاميرات لحفظ الامن والحد من السرقة.. واعتقد لو حصل لاسمح الله قضية تحرش او اخلال بالمبادئ العامة فاللهيئة الحق بمراجعة الكاميرات للتأكد وعدم سوء الظن.. فـ اشوف انه موضوع عادي ليش زعلانين..؟
استاذي .. عملية الإنغلاق على المجتمع اصبحت نتائجها عكسية، التفكير السطحي هو من أوصلنا لتلك المرحلة ..
من وجهة نظري لو تفرغت الهيئة للمناصحة فقط .. والكاميرات للمراقبة لكان الوضع أفضل .. اللبس والأغاني مو معيار بأن الشخص منحل أخلاقيا رأينا الملتحي الفاسد ورأينا صاحب البنطال المتدين والعكس كذلك المسألة مو شكلية .. صدقوني من يريد التجاوز أخلاقيا من الشباب أو البنات سيتجاوز من أمام الكاميرات ورجال الهيئة معا ( من لا يخاف الله كيف يخاف من الهيئة والكاميرات !!؟ )..
تحية طيبة و بعد ..
من الغريب ان نخاف على بناتنا من الهيئة ..
و نقول ان الهيئة شديدة واسمنتيه كما سماها البعض ..
و لا تخاف على بناتكم من الشباب و الغزل ..
و حتى لا يكن باعتقادكم ان الشباب هم ذئاب بشرية و دائما مخطئون و و و و ..
و لكن لو كل منا راقب بيته ..
بلبس البنات و المكياج و شكل العباية و ما تحت العباية الذي يجب ان تكشخ البنت حتى تحت العباية علشان يممممممممممكن يطلع شي بس بالغلط طبعااا .. البنات ما يقصدون ….!!
ولو جينا للحق الكاميرات هذي مو مكانها بالسوق .. مكانها ببيت كل واحد ما عنده غيره على اهله و لا حتى كفو انه يصير ولي أمرهم ..
و فوق هذا كله ما يبغى هيئه ..
يعني لا يبي يغار على اهله و يحميهم و لا يخلي الهيئة تحميهم ..
امركم عجيب يالمتخلفين ..
تتوقعون ان الخصوصية و التطور ..
بالكشخه و اللبس و الانحلال و الفساد ..
و الى هذا اليوم بدون مبالغه 99 من المقالات و الردود .. تعني ان التطور يجب ان يكون موازي للفساد و لا يمكن ان نتطور حتى نفسد ..
و اظن ان اصحاب هذه العقول فسدوا قبل ان يتطوروا …
دائما الشخص الضعيف يريد ان يضع امامه بعض العراقيل و الحواجز الاسمنتيه حتى يبرر لنفسه و للناس عدم وصوله لمبتغاه ..
فعندما يطالبونه بالتطور .. بالعلم مثلا ..
يقول لاااازم تخلون الجامعه اختلاط و ابشروو باجيب لكم A+
لانه يدري بعيييد عن شواربه (الخليطي مود) فيحاول يبرر اي شي لنفسه الضعيفه اما رغباته و نزواته ..
و مااتوقع فيها شي لو حطوا كاميرات ..
دامك مو مسوي شي غلط ,, عادي خلهم يحطون كاميرات لو ما نفعت ما راح تضر ..
و اللي يقول اهالينا بيطلعون بالكاميرات … بسم اللللللله عليك انت و اهلك شوي شوي .. لو كان لبس اهلك مدعااه للفخر و الاعتزاز .. ما كان تفشلت بالعكس .. خلهم يشوفون مو بس بالكاميرات و بالاقمار الصناعية لو يبون .. انك انت حااامي عرضك …
عجبي لبني ديوث ..
عجبي لبني ليبرال ..
!!
( الاختلاف يفسد للقضيه و نصف ..
و يبدو ان الليبراليين العلمانيين .. مثل الكلاب .. ينبحون كلما رأوا شيئا تحركـ ..
كنت هنا …
سيدي
لقد ضقت ذرعاً بمدينة الجفاف.. واذكر أيام أزمة الخليج الثانية ، كانت لي ابنة خالة أتت من الكويت للرياض .. فقالت ما أجمل الرياض لولا أنها مدينة الأسمنت!
فكل مافيها أسمنت .. حتى أسلوب الرقابة فيها كالأسمنت!
كنت قبل أشهر في أطفال في مجمع غرناطة .. وكانت الغزوة المباركة من الأخوان عندما سحبت الكراسي والطاولات من تحتنا .. زاعمين أنه من الدياثة الجلوس مع عائلتك بدون حواجز!
إلى متى!
دمت بعيدا عن الجفاف
فعلاً ..
فائدة وجود هذه المراقبة مثل ما ذكر الأخ إبراهيم :
{{ دليل مادي }}
وبهذه الطريقة ..
لا مجال للكذب وشهادة الزور !
الأماكن العامة .. باسمها عامة ..
ولا مكان فيها للخصوصية !
وصحيح أن هذه الطريقة وحدها لن تفلح في تحسين المجتمع ..
فلتثقيف المجتمع نحتاج إلى المعلم قبل المراقب !
عموماً ..
جميل أن تستفيد الحكومة من التقنية المعاصرة ! 🙂
مع اني لست من المطبلين للهيئة إلا أن قرار الكاميرات لو طبق سيكون أهون علي من أن أتحمل ظنون رجل الهيئة أو توصيات السكيورتي لهم بأنني رجل “غير مضبوط”.
على الأقل بيكون فيه دليل مادي.
ومجمع الراشد بالخبر فيه كاميرات من أول ما فتح وكانت الهيئة تستفيد منها.
بصراحة أستغرب الهجوم على هالمشروع من أشخاص كانوا قبل فترة يطالبون بتطوير الهيئات.
عجبي..!
NORA
Thanks for the Tas7i7
أحس أننا بهالقراار بنرجع عشرين سنه ورا
الناس تتجه للحريه والاستقلاليه وانا نرجع ورا بهالموضوع
بأمريكا يوم فكرو يراقبون الجوالات للمخاطر الامنيه شوف وش سوو شعبهم الله يخلف علينا بس
بعدين مثل ماقلت الشباب بيطلعون مليون طريقه وطريقه عشان يسوون مبتغاهم وأشبه بهالموضوع الغش في الاختبارات أول كانو يبرشمون بعدين صارو يمسكون البراشيم بعدين تطورو جوالات وكشفوهم بعدين تطورو صارو سماعات بلوتوث
أنا أقول مو بهالطريقه نحل أمورنا وانا اللي محيرني ليش الرياض !!
ابي افهم بس ليش الشرقيه ماسوو ذا النظام اللى بأسواق الراشد حسب ماقريت ويقولون انهم لاحظو نجاح هذي الطريقه وبيطبقونها بالرياض
ما أقول اللى الله يعينا على هيئة الامر بالقلق والنهي عن الفله :p
الرذيله و ليست الرزيله يا استاذي 🙂
القصة ..كلها مجرد راي ..طرحه أحد أعضاء مجلس الشورى..ورد علية المجلس بالرفض
مانقول الا الله يعين عليهم .. كاميرات بالسوق ..!!!
حراس الفضيلة .. سبحان الله كل الدول الفضيلة حقتهم بلا حراس الا حنا !!!!!
بما أنني لم أكن يوماً على وِفاق مع الهيئة، فلم أستطع تقبّل ما تقوم به الآن! مراقبة الأماكن العامة بما فيها الأسواق ليس من شأن أي مركز إصلاحي أو ديني، و إنما من اختصاص مراكز الأمن (وزارة الداخلية) و هي (أي الهيئة) تشبه إلى حدٍ كبير شرطة الآداب (المصرية) و لكن بنكهة سعودية!
مشكلة المتشددين في تلك البلاد أنهم لا يؤمنون “غالباً” بتعدد الثقافات و اختلاف المذاهب و الأديان و هم بطبيعة الحال لا يؤمنون باعتقادات من يخالفهم!
لا أريد أن أتخيل نفسي ذات يوم أراقب من قِبلهم حينما أكون في تلك الأسواق مع أحد أبناء أخوتي أو أخي الأصغر فالعلاقة بيننا أشبه بأصدقاء! فهل من الممكن أن تفهم الهيئة ذلك؟!!
مادام تعتبر وجودك في السوق خصوصيه طالب جميع الاسواق التي زرتها بحفظ خصوصيتك لانها صارت بيد سكرتيه ربما بعضهم لايحمل شهاده او لايحمل الجنسيه ايضاً،،
انا ارى ان هذا المقال متجاوز لحد ماء…
الهيئه تخفظ بناتنا وبنات المسلمين من الشباب الطائش..
من جد قرار غبي مع الإحترام للي فكر فيه
يعني مثلا لو ولد كلم بنت كلمه يا ينبهها على شي طاح منها يقول لها اي كلام
عام مو شرط يعاكس يعني تصير و هو مار يسلم مو قصده معاكسة بينطون
له الهيئة و يسحبونه بتهمة تجاوز أخلاقي
المشكلة في اللي عقولهم منغلقه بيفهم اي نظرة او حركه
انها تجاوز اخلاقي و يسبب مشكله يا للشاب او البنت
وعلى قولتك ليه ما يروحون جدة او المنطقة الشرقية
و ليه بالذات الرياض ..؟؟