بقلم: منصور الجبرتي
رئيس القسم الرياضي بجريدة الحياة
خاص بمدونة ياسر الغسلان
يرى الكثير من العلماء والمختصين إمكانية قياس حال المجتمع من خلال تخصصهم، فأصحاب الهندسة يرون أن الطرق الهندسية في البناء بإمكانها أن تشى بالكثير عن طبيعة المجتمع ووضعه وتفضيلاته، أما الأطباء فيرون أن نوعية الأمراض بالإمكان أن تدل على العرقية والحالة المادية وغيرها من المؤشرات عن المجتمع.
بالنسبة لنا كإعلاميين فنحن نقيس حال المجتمع من خلال صنعتنا ومهنتنا وهي “الكلمة والصحف”، وفي قضية استراحة الخرج واللاعب المشهور التي تداولتها مواقع الانترنت الإخبارية والمنتديات وبعض الصحف لاحظت أن الجميع ذكر أنه تم القبض على “8 زجاجات خمر من نوع بلاك” والجديد في الأمر هو استخدام كلمة “من نوع بلاك” بينما جرت العادة في التغطيات الصحافية لهذا النوع من الحالات ذكر وجود الخمور فقط.
وهنا فنحن أمام خيارين وهما: إما أن المجتمع أضحى يعرف أنواع الخمور بما يستلزم ذكر النوع له حتى تتضح صورة الحالة تحت بند “المعرفة الكاملة”، أو وهذا هو الخيار الثاني: ان يكون الصحافيون بلغوا مرحلة من الإدراك والمعرفة بأنواع الخمور ما جعل التمييز بالنسبة لهم سهلاً فذكروا النوع من باب الأمانة في النقل، ومن باب التخصص في الشرح.
وهنا فكلا الخيارين يُشكلان مؤشراً على تغير حالة المجتمع.
أذكر قبل سنوات أنني قرأت تقريراً في صحيفة إيلاف عن “الخمور في السعودية”، وحاول التقرير إثبات أن هناك خموراً في السعودية فأستدل بزيادة بيع الثلج في نهاية الأسبوع في الأسواق حتى في حالات البرد القارص، وكذلك وجود أفخر أنواع الأواني الخاصة بالخمور في أسواق الأواني المنزلية في السعودية، التقرير كان ظريفاً في أسلوب تناوله وطريقته إذ لفت النظر إلى أن متعاطي الخمور السعوديين يعشقون “البلاك ليبل” لأنه الأكثر تركيزاً بين الخمور وهو ما يشابه “العرق” المصنوع محلياً.
سأعود إلى الموضوع لأتساءل: هل فعلاً أضحى المجتمع أكثر معرفة بالخمور أم كانت المسألة مجرد “لزمة خبرية” انتشرت بين متداولي الخبر،أما أنا فسأقول ما يكرره أحد زملائي كلما سمع أو قرأ أو رأي شيئاً عن الخمور: اللهم زدنا جهلاً بها.
منصور الجبرتي
aljabarty@yahoo.com
I just want to say I am just beginner to blogs and seriously liked you’re blog. Very likely I’m want to bookmark your site . You amazingly come with impressive well written articles. Regards for sharing with us your website.
أنواع البلاك عندناهي(الغجر)و(النعناع)و(الزنجبيل)
مساء الخير ..
مرحبا بالأخ منصور . الواقع يقول بأن نوعية ( البلاك ) هي أكثر الأنواع المستخدمه في المملكة ، و أعتقد أنهم ذكروا الصنف بزعهم البحث عن المصداقية .
لا أرى مشكلة في ذكر نوع الخمر طالما كان في سياق مناسب. بالطبع لن أتقبل الأمر لو كان السياق لا يستدعي ذلك.
وهذا في كل شيء ليس في نوع الخمر فقط، السياق هو ما يحدد قدر التوغل في التفاصيل في ظني.
يعني يفرق الخمر .. سوا كان بلاك او عرق !!!
يمكن عقوبة الأول غير الثاني 🙂
لا نعرف بلاك ولا غيره.
اللهم زدنا بهاً جهلاً.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ذكر نوع الخمر ..
غالبا ما يفصح عن نوع الخمر -والذي لسبب لا أعلمه يأتي غالبا من نوع “بلاك”- عند مداهمات الهيئة لأوكار ترويجه.
إحنا نعرف الشاي البلاك .. نعرف الباذنجان البلاك .. نعرف بلاكي في جرندايزر .. و نعرف الـiPhone يجي منه موديل بلاك ..
هذا حد معرفتنا بالبلاك .. و بس ..
أعتقد أن الإشارة إلى نوع الخمور تأتي من باب (يعنيني فاهم) حيث أن من ذكر النوع في الغالب هي المواقع الإلكترونية التي تحاول تصنيف نفسها علي أنها جادة و محايدة بينما هي في الحقيقة نوع من الصحافة الصفراء الممسوخه و عديمة الهوية.
شكرا أستاذ منصور على هذا الطرح الجميل و ننتظر المزيد.