مقال خاص بالصحيفة الإلكترونية الكويتية (جنوب السرة)
—————–
تابعت في الأسابيع الماضية ما تناقلته وسائل الإعلام العربية بخصوص قمتي الدوحة العربية و العشرين العالمية و ما تضمنته من مطالبات لأصوات عديدة ممن يسمون قادة الرأي العربي بأن تخرج قرارات القمتين لتصب في صالح الدول العربية و الشعب العربي الذي يعيش حسب وصفهم حالة من الفقر المتقع و الفساد الحكومي و الذي نتج عن أنظمة سياسية ظالمة و بنى مؤسساتية لا تتماشى مع متطلبات التقدم و عصر ما أصبح يعرف بالنظام العالمي الجديد.
و في تلك الأصوات تعالت تلك التي تزايد بين الحين و الآخر علي أنها إما حاملة للواء الإسلام و المسلمين أو تلك التي تدعي الدفاع عن حق الشعوب العربية المستضعفة و المقهورة علي أمرها و الفاقدة للحرية و الديمقراطية، تلك الأصوات التي تصم الآذان لنشاز منطقها لم تطلق أحكامها و آرائها الجهنمية من قاعدة العمل المؤسساتي و الخبرة الميدانية، كما أنها لما تبني مواقفها المعلنه على أسس عملية و آليات منطقية في العمل السياسي وفق المعمول به و الذي يتيح لها أساسا الإمكانية و القدرة على التفاوض مع العالم الغربي بطريقة و لغة يفهمها الغربي و هي اللغة التي تفهم فقط منطق المصالح الوقتية و المنفعة المتبادلة و القدرة على العمل بمرونه و واقعية.
في قمة العشرين قامت المملكة العربية السعودية بتمثيل العالم العربي و الإسلامي و جزء كبير من العالم الثالث و قد وجدت نفسها بهذه المشاركة كأحدى الدول العشرين الأكثر قوة و تأثيراً في العالم و ذلك من منطلق مكانة المملكة السياسية في العالمين العربي و الإسلامي إضافة لمكانتها كصاحبة أكبر إحتياطي نفطي و أكبر مصّدر للنفط في العالم، هذا التمثيل الذي في مجمله يعطي المملكة دوراً ربما يفوق الدور الذيي ترغب في لعبه في هذه الفترة الحساسة بالتحديد، فقد يكون من تبعات هذا الدور أن تدفع السعودية ثمن ليست مستعدة تماما في دفعه في هذه المرحلة خصوصا في حال لم تقدم الأطراف الآخرى إلتزامات أو تنازلات بالمقابل، و هو موقف قد يراه بعض تلك الأصوات النشاز أنه تخلي عن الدور الريادي للمملكة و الذي هم في الأساس لم يرغبوا في أن يرون المملكة فيه، و هو موقف يدل علي تناقض واضح بين ما يقولون في حين و ما يقولونه في حين آخر.
هناك أصوات في الغرب تقول بأن العرب و المسلمين بمشاركتهم لعبة الكبار هم في طريقهم للتغلغل في الغرب و بسط نفوذهم المالي و ربما العقائدي و الأخلاقي على مجتمعات غربية لن تحيد في يوم عن عقيدتها و أخلاقياتها التي تعتمد على مبادئ الحرية و الديمقراطية، بينما هناك أصوات في العالم العربي و الإسلامي تنادي في كل مناسبة و تحذر من الهيمنة الغربية على مجتمعاتها ثقافيا و على إقتصادياتها و خيراتها و مستقبلها بشكل عام، و هي أصوات تّحول بعضها للعنف بينما بعضها الآخر تائه في محاولة لصياغة مشروعه السياسي البديل، في حين أن الأصوات الأقرب لآذان الشعوب و الجماهير من الطرفين هي تلك الأصوات النشاز و المهيجة إعلاميا و المطبلة بفراغ سياسي لا هدف له سوى تعكير الأجواء و زعزعت عمل و جهد من وجد نفسه جزء من الحل و لم يكن في يوم جزء من المشكلة.
بالمختصر و في النهاية .. ما يهمني في هذا السياق هو تأثير تلك القمم و نتائجها على المملكة في المقام الأول على إعتبار كونها رقما مؤثر في معادلة الإنقاذ هذه، و كيف يمكن للمملكة أن تستفيد من هذه المشكلة العالمية بحيث تتمكن من تثبيت موقعها على الخارطه العالمية لتصبح بالتالي رقما أساسيا في كل القرارات العالمية التي ستتشكل في القادم من السنين، فما تقوله بعض الأصوت الغربية في أن العرب و المسلمين هم في طريقهم للتغلغل في تكوين مستقبل الغرب قد يكون واقعا منطقيا لعالم ما بعد الأزمة الإقتصادية، فكما كان لأزمات سابقة من نتائج تتمثل في ظهور نجوم جدد إقتصاديا و سياسيا خدمت الغرب لسنين طويلة فإن الأزمة التي يعيشها العالم اليوم قد تكون بدورها هي الفرصة الأخيرة في المستقبل المنظور للعالم العربي و الإسلامي ممثلة بالمملكة للعب دور حقيقي على المسرح السياسي و الإقتصادي العالمي و إمتدادا للدور الإقليمي الحيوي و الذي أصبح في هذا الزمن الذي نسمية العولمة مجرد بقعة جغرافية صغيرة في عالم كبير و متنوع و مشتت.
ريادتنا في عالم ما بعد الأزمة
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I simply want to say I’m very new to blogs and truly liked your blog. Most likely I’m likely to bookmark your blog . You definitely come with beneficial posts. Bless you for sharing with us your web site.
المطقع ??????