نشرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس تحقيقاً أجري مع عدد من المدونين السعوديين كنت من ضمنهم بعنوان البحث عن سقف أعلى للحرية أم ضجيج على الهامش ، أترككم مع التحقيق والشكر موصول للمدون العزيز عمار توك على لفت انتباهي للتحقيق
البحث عن سقف أعلى للحرية أم ضجيج على الهامش؟
الأسرة الإلكترونية السعودية تتسع يوماً بعد يوم
الدمام: ميرزا الخويلدي وعبيد السهيميبقدر ما مثله نبأ وفاة الكاتبة والناشطة السعودية، الشابة هديل الحضيف، من ألم لآلاف المدونين الشبان الذين تزدحم بهم شبكة الإنترنت، أثار التضامن الكبير الذي حظيت به، من قبل زملاء افتراضيين تشعر بهم دون أن تراهم، وهم يبثون لها عبر الشبكة طوال مدة مكوثها في المستشفى الأمل والدعاء، الاهتمام بحجم «الأسرة» الإلكترونية، التي تتسع يوماً بعد يوم. وقد توفيت هديل الحضيف يوم الجمعة الماضي، اثر سكتة دماغية وإغماء مفاجئ، وهي ناشطة اجتماعية ومدونة الكترونية صدرت لها مجموعة قصصية، وعملت محررة لباب «الإبداع الأدبي» في مجلة «حياة». وبالإضافة لهديل التي تمتلك مدونة على شبكة الانترنت تطلق عليها (باب السماء)، فإن نحواً من خمسة آلاف سعودي وسعودية يملكون مدونات بمستويات مختلفة عبر الشبكة، في حين يتزايد عدد المجموعات التي تعزز موقعها في الفيسبوك، وترتبط بشبكة علاقات وثيقة، إلا أنه من الواضح أن عشرات المدونين السعوديين، وبعضهم لا يعاني من ضيق المساحة الموفرة له للكتابة في الصحف اليومية أو عبر وسائل الإعلام العامة، يتجه لعالم التدوين بهدف (التمايز) أو البحث عن سقف أعلى أو لمجرد (الفضفضة) البعيدة عن الالتزام والانضباط، وهو ما يتطلبه الإعلام التقليدي. هنا آراء عدد من الكتاب والنقاد والمدونين أنفسهم حول هذه الظاهرة:
* العباس: المدونات ضجيج على الهامش
* الناقد السعودي محمد العباس يرى أن فكرة المدونات لم تتأصل بعد في المشهد الثقافي السعودي، لأن غالبية المدونين من الهواة، بينما ظاهرة التدوين في العالم، حسب رأيه، هي «ظاهرة احترافية في المقام الأول، في حين تقوم هذه الظاهرة في مجتمعنا السعودي على ذوات بسيطة تحاول الحضور لا أكثر ولا أقل».
ويصف العباس ما تقوم به المدونات بأنه «ضجيج أكثر من كونه مطالب حقيقية»، حتى وان كانت تسهم بشكل أو بآخر في تحريك الأجواء ولفت النظر إلى بعض القضايا الاجتماعية، إلا أنها ليست البديل عن إشاعة الثقافة الحقوقية، وهذه الثقافة، كما يقول، «تحتاج إلى عقول وإلى مؤسسات مجتمع مدني، كما تحتاج إلى نخب لتحريكها ودفعها إلى الواجهة بحيث تتحقق كتشريعات، لكن المدونات في الغالب لا تؤتي ثمارها».
ويعتقد العباس أن غالبية المثقفين غائبون عن عالم المدونات لأنهم ما زالوا يجدون المساحة الكافية لهم في وسائل الإعلام التقليدية، بينما غالبية المنساقين وراء ظاهرة المدونات «هم من القادمين من خارج المشهد سواء كان المشهد ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً، بينما الطاقات الفاعلة في هذه المشاهد ما زالت تجد مكانها في المطبوعات والمنابر المعترف بها، وتجدها في المواجهة المباشرة».
* المعجل: وسيلة للتعبير والتواصل
* نبيل المعجل، وهو كاتب ومستشار تقنية المعلومات، يملك موقعاً يكتب من خلاله ويعبر فيه عن أفكار يومية، وهو يرى أن المدونة «الناشر العام» أصبحت وسيلة للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونها وسيلة للنشر والدعاية والترويج للمشروعات والحملات المختلفة. ويضيف أن التدوين إلى جانب البريد الإلكتروني وخدمة الفيسبوك أهم ثلاث خدمات ظهرت على شبكة الإنترنت على وجه الإطلاق وستلحق بهم الويكيبيديا.
ويرى المعجل أن هروب المدونين والمدونات في السعودية إلى عالم الانترنت مسألة يشتركون فيها مع بقية العالم «وإن كانت الحاجة ملحة أكثر من غيرها في البلدان الأخرى بسبب مساحة الحرية المتاحة مقارنة بالحاجز الاجتماعي والثقافي».
ويضيف: «يجب أن لا نغفل عن أن ضغوط الحياة والروتين اليومي والبطالة وقلة الخيارات المتاحة كلها أسباب منطقية تدفع الشباب والشابات لإنشاء مدونات».
ويقول المعجل ان المدونة مرغوبة لأنها تعمل من خلال الإدارة الذاتية للمحتوى بسهولة ويسر، وتعزل ناشر المدونة عن التعقيدات التقنية المرتبطة عادة بالإنترنت، وتتيح لكل شخص أن ينشر كتابته أو أفكاره بسهولة بالغة، وأن يحتفظ بمدونة ينشر من خلالها ما يريد بمجرد ملء نماذج وضغط أزرار.
وفي تقييمه لهذه المدونات، يرى المعجل أن مستوى بعض المدونات لا يختلف بأي حال من الأحوال عن مستوى الصفحات المتخصصة من ثقافية ورياضية ومراجعة كتب وسياسية وشؤون اجتماعية وحتى تعارفية. ومن الأمور اللافتة للنظر هذه السنة، في رأيه، هو نشر بعض هذه المدونات في كتب مطبوعة أصدرتها احدى أهم دور النشر في مصر وحققت هذه الكتب أعلى المبيعات في معرض القاهرة للكتاب سنة 2008.
* السهيل: فن الواقع
* الكاتب والصحافي خالد السهيل، وهو من الكتاب الذين يجدون مساحة شاسعة للنشر، ومع ذلك اتجه للتدوين عبر الانترنت، يقول: «لم يكن واردا في ذهني أن أضع لنفسي مدونة شخصية على الإنترنت، رغم أن الفكرة كانت مغرية. ربما لأن بدايات التدوين ارتبطت بصورة نمطية معلبة تتمحور حول تجاوز الخطوط الحمراء سواء في المسائل القيمية أو الفكرية. وهذا غير دقيق، خاصة إذا تعاملنا مع مصطلح الخطوط الحمراء بالشكل النسبي الذي يتواءم مع عولمة الإنسان وتطور مفهوم الخصوصية.
ويضيف: «في رأيي أن التدوين في السعودية والخليج يشبه الواقع بما فيه من جمال وقبح، وحب وكره، وإيجابية وسلبية. وهو برأيي يعكس منحى إيجابياً، خاصة مع تقلص دور المنتديات التي كانت لفترة تمثل ملاذا يختلط فيه الحابل بالنابل». ويرى أن التدوين على الإنترنت تجربة جيدة، وهو ليس مع «من يقلل من شأنها، ويصفها بأنها مساحة مفتوحة للهواة فقط. فقد تجد في كتابات بعض الهواة وعيا لا تجده لدى من يعتبرون أنفسهم محترفين. ونحن نعلم أن زعماء وقادة رأي وشعراء وفنانين لهم مدونات تأخذ صيغا مختلفة يدخل من بين اهتماماتها مسألة التعليم ونشر ثقافة الحوار والممارسة الوطنية بعيدا عن أي أجندات تستهدف استرضاء هذا أو ذاك».
ويشير السهيل إلى أن التدوين حالة إنسانية، تشارك من خلاله الأفكار مع من يصغرونك في السن أو يكبرونك، كما أنك تكتشف من خلاله الطاقات الحقيقية للجيل الجديد الذي استطاع أن يوجد لنفسه مساحة مميزة ومؤثرة. وفي رأيي أن التدوين العربي أصبحت لديه مجموعة تقاليد».
* سارة مطر وقبيلتها
* السعودية سارة مطر، وهي طالبة إعلام في جامعة البحرين ولديها مدونة اسمها «قبيلة تدعى سارة»، تقول: «بالنسبة لي لا أعتبر الكتابة في المدونة هروباً من أي واقع أو فشل في علاقة عاطفية أو محاولة لأن ألج إلى عالم لا يشبهني. كل ما في الأمر انني أكتب منذ طفولتي قصصاً قصيرة، وبعدها توقفت. لكني سمعت الأساتذة في قسم الصحافة في الجامعة يتحدثون عن المدونات، وشعرت بالحماسة الشديدة لأن زملائي البحرينيين كان معظمهم صحافيين يدرسون في الجامعة، وكانوا يملكون مدونات، يقومون من خلالها بنشر ما يتم نشره في الصحف التي يمارسون فيها الكتابة!
وتقول عن بداياتها: «وضعت أولاً رسائلي الالكترونية في المدونة وقمت بحذف اسم المرسل إليه، وبدت هذه الرسائل عبارة عن حكايات يومية، وأحبها الجميع. وقبل أن يحبها الجميع أحببتها أنا، وشعرت بالتواؤم مع ما اكتبه، فكانت رسائلي تفريغا يوميا عن الأحداث اليومية التي أعيشها، وكنت أجد أن حياتي مميزة بعض الشيء، فأحببت حياتي وكل تفاصيلها بصورة مجنونة».
وتضيف: «فكرت إن حياتي لا تشبه في بعض تفاصيلها أي حياة لأية فتاة سعودية، فأنا اعمل في شركة بترولية صباحاً، وأدرس مساءً في جامعة البحرين، ووجدت أنني، مثلاً، أنظر لكوب نظرة تختلف عن نظرة أختي وابنة عمي لنفس الكوب. وأنني أنظر للحب بطريقة مختلفة للغاية. وحاولت أن امزج كل هذه التفاصيل مع بعضها البعض، لأكون أنا القبيلة».
* القحطاني: قضايا من أجل الشهرة
* من جهة أخرى، يرى إبراهيم القحطاني، وهو مدون، وله مدونة باسمه، أن الفئة العمرية لغالبية المدونين السعوديين تتراوح بين الـ 25 والـ 35 سنة، وأغلبهم جاء إلى هذا العالم بنفس فكر المنتديات، لذلك لا تجد فرقاً كبيراً بين ما يطرح في الكثير من هذه المدونات وبين ما كان يطرح في المنتديات سواء من حيث الفكرة، أو نقل المواضيع، ونسخها من مواقع إخبارية كالصحف».
ويعتقد القحطاني أن تخصص المدونات أعطى الزوار فرصة البحث عن المواضيع التي تهم كل واحد منهم، كما ان المدونات اليومية التي تهتم بيوميات الشخص أو بالأخبار تعتمد على سمعة المدون وصدقه في نقل الحدث، وكلما كان اسمه واسع الانتشار كلما زاد عدد زوار مدونته.
لكنه يرى أيضاً أن بعض المدونين يعمدون إلى تبني قضايا من أجل الشهرة ومن أجل أن تحصل مدوناتهم على أكبر عدد من الزوار، وان المدقق في ما يطرحه هؤلاء يجد أنهم يتناولون كثيراً من المواضيع بسطحية وغير إلمام، سعياً لتحقيق جماهيرية فقط وسمعة كبيرة للمدونة.
* العمران: البحث عن الحرية
* المدون أحمد العمران، صاحب مدونة (سعودي جينز)، وهو واحد من أشهر المدونين السعوديين، بدأ في عالم التدوين منذ 4 سنوات، ويرى توجه الشباب نحو التدوين يأتي لعدم وجود مساحة من الحرية للتعبير عما يؤمنون به، كما أنهم يجدون أن مساحة النشر داخل الصحف ما زالت محدودة.
وبرأي العمران، فإن سقف الحرية الذي يطمح له الشباب مرتفع جداً إذا ما قيس بوسائل الإعلام التقليدية، ويستشهد بأن عالم التدوين جذب له عدداً من الأدباء والكتاب والصحافيين والمثقفين، لأنهم في النهاية لم يجدوا المساحة أو الحرية التي تمنحها المطبوعة أو جهة النشر.
* الدوسري: عين القانون
* خالد الدوسري صاحب مدونة (ماشي صح) الذي دخل عالم التدوين في عام 2005، يقول إن عدد زوار مدونته تجاوز الـ 150 ألف زائر حتى الآن. وهو يرى أن المدونات «كسرت حاجز الشللية، وتخلصت من الرقابة إلى حد ما، فكل مدون يعتبر رقيباً على نفسه وما يطرحه في مدونته يقع تحت مسؤوليته الشخصية».إن المدونات، بالنسبة له، هي الإعلام الجديد بما توفره من مجالات رحبة ومساحة واسعة يمكن للمدون أن يستغلها وأن يبدع إذا كان لديه إبداع حقيقي.
ويوضح الدوسري أن المدون الذي يكتب باسم صريح يحقق مصداقية وجماهيرية أكبر، لكن الكتابة باسم مستعار لها ظروفها، فقد تكون مبررة حيث يلجأ لها المدون للتمويه الاجتماعي، لأنه يخاف من ردة الفعل حول ما يطرحه من أفكار، خاصة الفتيات. وقد تكون الكتابة باسم مستعار غير مجدية إذا اتخذت كاحتياط أمني، لأنه من السهل التعرف على شخصية المدون. ويعتبر الدوسري أن القانون الذي صدر تحت اسم «نظام مكافحة جرائم المعلومات»، أربك المدونين لأن كثيراً من مواد النظام فضفاضة وتحتمل أكثر من تأويل.
* العقلا: منبر للتعبير
* عبد الله العقلا، الذي أنشأ في صيف 2006، مدونته يقول انه هدف من ورائها أن «تكون منبراً لطرح أفكاري وتوجهاتي في كل ما يدور حولي بكل شفافية وبعيداً عن مقص الرقيب». لكن ما برح أن طور الفكرة، إذ أنشأ صحيفة (الشباب اليوم) الإلكترونية التي تهدف إلى تناول القضايا التي تهم الشباب وتحاكي آمالهم وأفكارهم وطموحاتهم، كما أنها تسعى لتغطية كافة الأخبار والفعاليات والأنشطة التي تهم الشباب.
ويقول العقلا انه خلال أقل من سنة زار مدونته أكثر من 100 ألف زائر، وأن المساحة التي يوفرها له الفضاء الالكتروني تكمن في (الحرية في طرح الفكرة وتناولها بالحرف والصوت والصورة من دون التقيد بعدد كلمات أو وقت معين، كما تحدد الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون».
* قانون مكافحة جرائم المعلوماتية في السعودية
* في العام الماضي، أقرت الحكومة السعودية نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، الذي يهدف إلى الحد من نشوء جرائم المعلوماتية وذلك بتحديد تلك الجرائم والعقوبات المقررة لها، وفرض النظام عقوبة بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمس مائة ألف ريال أو بإحداهما على كل شخص يرتكب أياً من الجرائم المنصوص عليها في النظام ومنها الدخول غير المشروع إلى موقع الكتروني أو اقتحام المواقع و(الدخول إلى موقع الكتروني لتغيير تصاميم هذا الموقع أو إلغائه أو إتلافه أو تعديله أو شغل عنوانه)، أو المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميرا أو ما في حكمها بقصد التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة.
كذلك فرض النظام عقوبة السجن مدة لا تزيد على عشر سنوات وبغرامة لا تزيد على خمسة ملايين ريال أو بإحداهما على كل شخص ينشئ موقعاً لمنظمات إرهابية على الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو نشره لتسهيل الاتصال بقيادات تلك المنظمات أو ترويج أفكارها أو نشر كيفية تصنيع المتفجرات.
* الفيسبوك العجيب
* ترجع نشأة موقع الفيسبوك www.facebook.com، إلى مارك زوكربيرغ الذي راودته الفكرة منذ أن كان طالبًا في جامعة هارفرد الأميركية. كان هدفه إقامة شبكات تضم طلبة الجامعة في موقع واحد، وسرعان ما انتشرت أصداء الفكرة في جامعات أخرى. ومنذ عام 2005 وأعداد مستخدمي الموقع في ازدياد حتى وصلت لأكثر من 23 مليون مستخدم نشط، وذكرت دراسة أجريت في عدد من الجامعات الأميركية أن 85% من الطلاب المبحوثين يستخدمون هذا الموقع. ويمثل الفيسبوك اليوم أكبر تجمع بشري يملك تقنية التواصل بين أفراده، ويتمثل عبر آلاف الخلايا والمجموعات والفرق التي تتشكل وترتبط وتتواصل مع بعضها، ويسهل من خلالها نقل الأفكار وارسال البيانات، بل ان هذا (التنظيم) يتيح لأفراده ليس مجرد تكوين صداقات وعلاقات وارتباطات، ولكن أيضاً التنسيق والتعاون وتكوين مجموعات ضغط للحصول على مطالب محددة، أو الترويج لأفكار ومواقف، أو لمجرد الترفيه.
* بداية المدونات
* المدونة، وتكتب بالانجليزية blog، هي نحت من كلمتي web log بمعنى سجل الشبكة. وفي موسوعة (ويكيبيديا) فإن المدونة تطبيق من تطبيقات شبكة الانترنت وهي تعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة (وب) على شبكة (الانترنت) تظهر عليها تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه مدير أو ناشر المدونة، كما يتضمن النظام آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مدخلة منها مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يمكِّن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدونة، كما يضمن ثبات الروابط.
ويوفر الانترنت وسيلة عامة للنشر يأتي التدوين أحد مكوناتها، مما يعزز دور الشبكة في التواصل والتعبير والترويج، وينشر المدونون أفكاراً وخواطر ويوميات، كما ينشرون انتاجاتهم الادبية والفكرية، او ينقلون من مواقع مختلفة. وفي حين يرى الدكتور عبد الرحمن فراج، من قسم المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن المدونات Blogs)) تمثل (ثاني ثورة في عالم الإنترنت بعد البريد الإلكتروني). وهو يقول ان المدونات نشأت في حوالي منتصف تسعينات القرن العشرين، وعلى الرغم من أن المصطلح blog تم نحته عام 1997. إلا أن ظاهرة المدونات لم تنتشر على العنكبوتية إلا بعد عام 1999، حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح للمستفيدين بإنشاء المدونات الخاصة بهم بصورة سريعة وسهلة نسبيـًا، غير أن دراسات أشارت إلى أن المدونات برزت كعنصر مثير للاهتمام أثناء الاستعداد للحرب على العراق وخلال وبعد الحرب، وكانت إحدى أهم وسائل التعبير عن المعارضة للحرب مجتذبة ملايين القراء، وأصبحت بذلك وسيلة فعالة في حشد الجموع المعارضة للحرب. وأطلق على عام 2005 بأنه عام المدونات. ويتضاعف عدد المدونات مرة كل خمسة أشهر.