أسطورة الرياضة السعودية

بنقرات أصابع: (شارع العطايف)

أحببت أن أتحدث اليوم عن شخصية آسرة بكل معاني الكلمة شخصية قيادية من الدرجة الأولى شخصية ذات فكر عالي ورؤية صائبة وتخطيط وقبل أي شيء شخصية تعشق اتخاذ القرارات وتبحث عنها هي شخصية المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد, شخصية عشقت التحدي وعشقت تجاوز الصعاب شخصية عشقت البناء هو صانع الرياضة السعودية وراسم مستقبلها.

في بدايات الرياضة السعودية عندما استلم الأمير فيصل بن فهد
لم تكن الرياضة إلا تسلية أو مجموعة هواة بلا رؤية أو دعم أو حتى زخم وهنا أحاول أن أتخيل المصاعب التي سوف يواجهها رجل شاب في مقتبل العمر يستلم ملف كالرياضة لا يعتبر ذو أهمية جهاز غير مستقل تنقل بين أكثر من وزارة بين الشؤون الاجتماعية وبين وزارة الداخلية ولكن هو عمق فكر القائد المرحوم فهد بن عبدالعزيز أحس بأهمية هذا الملف لدولة نامية كالمملكة وأهمية صناعة أسم لهذه الدولة في مصاف دول العالم المتقدم.

أندية بلا مقرات مستقلة و عمل إداري غير منظم ولاعبين غير مؤهلين وملاعب ترابية أو بنجيلة صناعية قلة الحكام السعوديين حتى المعلقين والفنيين غير سعوديين إعلام رياضي فتي يحتاج للعمل في اتجاه واحد يحتاج إلى قضية يدافع عنها ويعمل عليها يحتاج إلى رؤية واضحة تخدم أهدافه فبدء العمل بإنشاء جهاز مستقل هو الرئاسة العامة لرعاية الشباب له أهداف واضحة وميزانية مستقلة.

بداية ألم تلاحظوا أن الجيل الذي بدأ مع الأمير فيصل بن فهد لازالوا هم الذين يعطون حتى اليوم من الدكتور صالح بن ناصر والأستاذ منصور الخضيري والأستاذ عبدالله العذل وعلى مستوى اللاعبين اللاعبين الذين تبناهم الأمير الراحل في الصغر مثل فؤاد أنور وسامي الجابر ومحمد الدعيع وسعيد العويران والجيل الذي سبقهم يوسف الثنيان وفهد الهريفي والذين قبلهم محيسن الجمعان وماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وصالح النعيمة وفهد المصيبيح هؤلاء الأسماء هي التي صنعت الانجازات للكرة السعودية الخالدة إبتداءاً من التأهل لاولمبياد لوس انجلوس ومنها إلى كأس آسيا 84 و 88 و 96 وكأس العالم 94 و 98 و 2002 و 2006 وأتلانتا 96 وكأس العالم للناشئين 89 واستضافت وتنظيم كأس العالم للشباب 88 والتأهل لبطولة كأس العالم للشباب 92 وعلى مستوى الألقاب الشخصية للاعبين فهذا محمد الدعيع حارس القرن في آسيا وماجد عبدالله ضمن قائمة الهدافين الاكثر حصولاً على لقب الهداف في الدوريات على مستوى العالم ب 6 مرات وهذا سامي الجابر يحقق إنجاز غير مسبوق بالتسجل في ثلاث كؤوس عالم مع بيليه ومارادونا, وعلى مستوى الإداريين لا ننسى ذكر المرحوم الأستاذ عبدالله الدبل الذي استطاع بدعم المرحوم أن يتغلغل في أروقة الاتحاد الدولي والآسيوي وعلى مستوى التحكيم استطاع الحكم السعودي المشاركة في تحكيم مباريات كأس العالم أكثر من مرة وأخرها عبدالرحمن الزيد الذي كان ضمن الطاقم الذي حكم أحد نهائيات كأس العالم.

والانجاز الذي بحق يسجل لهذا الرجل والذي استطاع بكل اقتدار حفر اسم المملكة في أعلى سلطة كروية الفيفا بأحرف من ذهب وهي بطولة كأس الملك فهد على بطولة القارات رجل استطاع أن يقنع الفيفا ببطولة واستحداث بطولة عالمية دولية تسجل الأسبقية فيها كفكرة وتنظيم واستمرار باسم المملكة العربية السعودية.

ولا ننسى تحفة الملاعب ودرتها استاد الملك فهد الدولي الذي تم افتتاحه عام 87 في بطولة كأس الخليج وذاك الحفل المبهر المصاحب له وتلك الأغنية الخالدة فوق هام السحب وان كنتي ثرى

حتى على مستوى الدعم المعنوي كنا نسمع أعمال فنية مميزة كخضر الفنايل ويا ناس الأخضر لا لعب وجاكم الإعصار.

مرت أكثر من 10 سنوات على رحيل فيصل بن فهد ونحن نعيش على انجازات هذه الأسطورة ونعيش على مكتسباتها هو الحاضر الغايب رجل استطاع أن يضع الرياضة ضمن الاهتمامات الأولية للدولة صنع من الرياضة عالم مستقل له أبطاله وشخصياته وجماهيره وإعلامه ومنافساته رسم الخارطة وترك لنا الحدود مفتوحة لنحلق فيها من دون سقف, صنع الأجيال الرياضية وصنع ما هو أهم هو صنع هوية الرياضي السعودي المتحلي بأخلاق دينه والمتمسك بخلقه وتراثه والطامح لمعانقة المجد والانجازات والمقدر لمكانة دولته حاضنة الحرمين الشريفين.

هو بالفعل اسطورة الرياضة السعودية التي لم تنجب مثله الرياضة ولن تنجب غيره مع احترامي لكل من يتغى بنجومه ويصفهم بأحلى الألقاب لا يوجد غير شخص واحد هو من يستحق كل الألقاب ويستحق أن نترحم عليه كل يوم.

هو المغفور له بإذن الله فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود