المقال منشور في البلاد السعودية: تحدثت في الجزء الأول و الثاني من المقال عن عدد من الحلول التي قد تساعد الصحافة الورقية من الصمود و تجاوز ما تواجه من تحديات أصبحت تهدد استمرارها كوسيلة تأثير في المجتمع و كأداة للتغيير والنهوض، ولكي تكتمل الصورة كان لا بد من تطبيق آليتين
أساسيتين لضمان استمرار الصحافة الورقية كمؤسسات فاعلة قادرة مالياً على التعاطي مع متطلباتها وخصوصاً في منطقة العربية و ذلك من خلال وضع الاعتبارات التالية:
8- لا بد من تأسيس تكتل سعودي أو خليجي أو عربي لشراء الورق من المصنعين العالميين حيث إن الورق الآن يباع للصحف و المؤسسات الإعلامية بأسعار عالية جدا كون صناعة ورق الصحف عالمياً يسيطر عليها مجموعة محددة من المصنعين والذين يملون شروطهم على المشتري الفردي، فلو كان التفاوض مع هؤلاء المصنعين من خلال تكتل موحد يضم أصوات و كميات كل المشترين المحليين لاستطاع الشاري أن يملي شروطه على السعر وشروط الدفع و امتيازات الدفع بالآجل.
9-تتميز وسائل الإعلام و منها الصحف أنها تمتلك محتوى يمكن إعادة تغليفه كما يقال ليعاد بيعه لأكثر من مصدر وبأكثر من لغة، فبيع الحقوق يعتبر من أهم مصادر الدخل لكثير من الصحف العالمية، فمثلاً الصور التي يلتقطها مصورو الصحف نجدها تنشر في صحف أخرى و في دول أخرى حيث يحصل ذلك من خلال ما يعرف ببيع الحقوق و التي قد تكون حصرية لدولة أو لغة، كما أن المقال الذي يكتبه ذلك الكاتب الشهير أو الخبر الانفراد الذي ظهر في الصفحة الأولى كلها مواد يمكن إعادة بيعها لصحف إقليمية أو عالمية، و بذلك يصبح المحتوى و الذي كان يباع مرة واحدة فقد من خلال نشره في عدد الصحيفة الورقي يصبح الآن مصدرا إضافي و مستمرا للدخل و بالتالي يصبح المحتوى هو رأس المال الحقيقي للصحيفة وهو ما أشرنا له في الجزء الأول من هذا المقال و المتمثل في ضرورة أن تتحول عقلية الصحف الورقية من كونها وسيلة إعلام تنشر أخباراً و مقالات إلى عقلية المؤسسة الصحفية المصنعة للمحتوى الإعلامي.
أخير أقول ….لا شك في أن الصحف الورقية تمر بأزمة حقيقية و لن تخرج منها على المستوى البعيد فقط من خلال تقليص المصاريف و زيادة الانتشار الأفقي بل للخروج من هذ الأزمة يتطلب أساساً إعادة هيكلة في العقلية و البناء و الإستراتيجية التي أقيمت عليها صناعة الصحف الورقية، فاعتبار الصحف وسائل إعلام هو تعريف أراه أصبح من الماضي في حين أن التعريف الصحيح وفق التحول الكبير في صناعة الإعلام الذي نعيشه يدفعنا نحو تسمية وسائل محتوى، فرأس المال الحقيقي لأي مؤسسة إعلامية أو صحيفة ليست الوسيلة ذاتها بل المحتوى الذي ينقل للمتلقي، و بعبارة أخرى نقول بأن القارئ سيبحث عن المحتوى و لن يكترث كثيراً بالوسيلة فكلما أصبح المحتوى هو بضاعتنا كمؤسسات إعلامية كلما كنا أقرب لفهم الزمان و المكان و متطلبات السوق و الظروف و بالتالي كنا أقرب لضمان الاستمرار والبقاء.
الصحافة الورقية .. حلول للبقاء 3/3
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to say I am just very new to blogs and absolutely enjoyed your page. Very likely I’m planning to bookmark your site . You amazingly have remarkable well written articles. Cheers for sharing your blog site.