المقال منشور في البلاد االسعودية: على هامش احتفالية تكريم الأمير بدر بن عبدالمحسن والتي أقيمت في الحي الثقافي “كتارا” في العاصمة القطرية الدوحة التقيت بعدد كبير من الإعلاميين والشعراء والفنانين والذين أتوا من جميع الدول العربية
للمشاركة في هذا الحدث الذي نظمته “إذاعة صوت الخليج” لتكريم شعر وفن وشخص والقيمة الإنسانية التي نسميها جميعا “بدر بن عبدالمحسن”، وقد كانت الفرصة المواتية لبحث الشعور العام الذي يكتنف من بيده خلق الذوق العام ومن عبر إنتاجهم سيبقى تاريخنا مكتوبا بقيمة إنسانية قادرة على رسم صورة شعوبنا عبر الزمان والمكان حول ما يحدث للعالم من تحولات وما يحدث في بلادنا من تطورات وما يحدث لنا نحن البشر المتأثرين من تقلبات نفسية وعقلية نتيجة هذا الصخب والسرعة غير المنطقية في كل شيء.
ليس غريبا لو قلت بأن الإحباط رغم جمال الأجواء كان هو السائد في المكان فلا زال هناك قتل وتدمير في سوريا ولازال هناك عناد ومعاندة وقتل في اليمن وليبيا تنتظر أن تطوى تماما صفحة القذافي الذي اغتال الجمال الإنساني بكل أشكاله البسيطة والمعقدة وألغى فكرة العيش كإنسان لحساب العيش كتابع من بهيمة الأنعام.
قال لي أحد الشعراء الكبار معلقا على الوضع في سوريا أن اليوم الذي تنجح فيه الثورة على نظام البعث وربما الأدق أن نسميها “العبث” سيكون بالنسبة له اليوم الذي سيعلن فيه توقفه عن الشعر السياسي للأبد، فقد انتهى محرك الغضب الذي كان يحركه وأصبح العالم في أعينه جميلا من جديد يستحق أن تكتب فيه قصائد الغزل والعشق.حديث هذا الشاعر الغاضب عن كل مافي سوريا من ظلم ذكرتني بقصة سائح عربي حدثت منذ سنوات حينما كنت أتردد على سوريا عندما كنت أعمل في مجال الإنتاج التلفزيوني حيث تقول القصة التي رواها لي دبلوماسي مقيم في سوريا أن سائحا عربيا اعتقل وعذب لاسبوعين فقط لأنه من فرط خوفه من تهجم كلب حراسة عليه نعت ذلك الكلب بأنه بحجم الأسد، ففسر ذلك الوصف بأنه بقصد الإساءة للرئيس، فقلت في نفسي وأنا أستمع لحديث شاعرنا العربي وأتذكر هذه القصة بأني لا أشك الآن في أن ذلك السائح إن كان لازال على قيد الحياة قد تحول بفعل ما تعيشه سوريا اليوم إلى مناضل شاعر يهاجم ليلا ونهارا نظام الأسد منتقما لنفسه من تهجم ذلك الكلب الذي أوقعه في شباك جلاد لا يعرف التعامل مع الناس إلا باعتبارهم جثثا تستحق القتل.عندما كنا نتجمع في بهو الفندق استعدادا للذهاب لموقع الاحتفال مساء الخميس وردنا خبر مقتل معمر القذافي وبدأ الزملاء بتناقل الخبر والصور التي تأكد ذلك، وقد كانت الفرحة التي عاشها الجمهور العاشق لبدر يحاول قدر المستطاع ألا تلوثها صور مقتل هذا الزعيم الديكتاتور لا بسبب التعاطف معه بل بسبب القرف من أن تلوث ليلتهم الجميلة صورة رجل كان طوال حياته “مقرفا” يتعامل مع الناس كجرذان ويرى في نفسه إلها على الأقوام، فكانت هذه الليلة التاريخية بالنسبة لليبيا الحبيبة وللشعوب العربية من الخليج إلى المحيط وبالنسبة للحضور في ذلك المكان المفعم بالفرح والترقب ليلة لتذوق الجمال بهدف الانتقام بالقيم الإنسانية الراقية من قبح ما تحملة معاني القذافي وقد سكن بموته مزابل التاريخ واحتفل بموته بتحرير الوطن نهائيا.
يومان بحضرة البدر كانت هي الانفصام الشخصي بأوضح تجلياته بالنسبة لي، فما بين أن أحاول أن أرتقي بذوقي العام من خلال الالتصاق بقيمة الأرواح المبدعة التي تتعامل مع الكلمة واللحن والصوت الشجي من خلال الفكرة والرؤية والأدوات الفنية الرائعة وما بين أشباح للشبيحة وكتائب الكتائب القذافية بكل ما تحمله صورهم من قتل ودماء وحزن، حاولت ثم حاولت وقد قررت أن ينتصر الجمال على حساب ذكرى القبح فنقلت حفل “الموعد الثاني” عبر تويتر بكل تفاصيلة الفنية بكلمات البدر وصور بلقيس أحمد فتحي وأصالة وكاظم الساهر وعبدالله الرويشد وغيرهم كثر، وكم كنت حينها آمل أن أملك التقنية لنقل ما كان يحدث من إبداع فني وإنساني بالصوت والصورة الحية فقط لكي أنتصر لنفسي في تلك الليلة على طريقتي بأن يعلو صوت الفن والشعر والرقي الإنساني على صوت الظالم والفاسد والحاقد لمعاني الحب والعيش المشترك والمساواة الإنسانية.
I just want to mention I am beginner to blogging and site-building and seriously loved you’re blog. More than likely I’m going to bookmark your blog post . You absolutely have fantastic stories. Bless you for sharing with us your website.