استمعت خلال اليومين الماضيين كغيري للتصريحات التي أدلى بها ممثلو الفصائل الفلسطينية المختلفة و التي تدعو جميعها لتوحيد الصف الفلسطيني و تضافر الجهود الوطنية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة, كل ذلك ظهر من خلال تصريحات صحفية و لقاءات تلفزيونية مع عدد من القياديين السياسيين الفلسطينيين المحسوبين على طرفي النزاع و هو ما كان يبشر لانفراج داخلي و لو مرحلي يبعد الخلافات و يوحد الصفوف حقنا لدماء الأبرياء و يزرع شئ من الأمل في نفوسنا جميعا بأن المصالحة الفلسطينية قد تتحقق في القريب العاجل و لو بعد طول انتظار.
في كل تلك التصريحات التي أعطيت كنت بين الحين و الآخر أسمع كلمات من ذاك الطرف أو ذاك تشوبها عبارات نقدية مترفعة و داعية لنسيان الماضي مع التأكيد على تمرير ما يفيد بتحميل وزر ما حدث للطرف الآخر و نعته بالمؤامرة و التقصير تجاه الشعب، دون نسيان عبارات تهمز و تلمز بأن الطرف الآخر يعمل من أجل خدمة مصالح دول و أجندات إقليمية لا تخدم الصالح الفلسطيني و لا تحقق آمال و طموحات شعب لا زال يأمل في تأسيس دولته المستقلة و عاصمتها القدس.
لم أستغرب كثيرا المسرحية الدولية التي جرت مساء أمس و التي أدى ممثلوها أقبح كوميديا سياسية شهدها مجلس الأمن منذ مهزلة التصويت على غزو العراق عام 2003 و الإثباتات الكرتونية لمواقع أسلحة الدمار الشامل العراقية، أعود لأقول بأن مسرحية يوم أمس هي امتداد لمسرحية التصاريح الفلسطينية و التي لا تفقه إلا لغة وسائل الإعلام و بأداء مسرحي ممل، في وقت أصبح الإعلام ذاته يستمتع بكونه ملهى لكل أنواع الوسخ و العهر السياسي و هو ما سهل على رئيس ما يسمى السلطة الفلسطينية تأكيد رسائله السياسية السابقة و المعلنة في الإعلام و التي لا يمكن وصفها إلا بأنه ضيقة الأفق وتطمح فقط و بشكل مكشوف للحد من القوة الفعلية لحماس كحركة فاعلة على الأرض تملك من الشعبية الجماهيرية ما يخولها للعب دور أساسي بالمشاركة في عملية اتخاذ القرارات السياسية المصيرية للشعب الفلسطيني من خلال دعوته بقوى دولية تلغي تماما دور حماس كقوة فعلية على الأرض، كلمة عباس هذه تعيد لتأكد التناقض الواضح مع كل ما سمعناه خلال الأيام الماضية من دعوات توحيد الصف الفلسطيني و التي يبدوا أنها كانت فقط للاستهلاك الإعلامي و لتهدئة الغضب العارم في العالم العربي و الإسلامي على حركة فتح و قياداتها السياسية.
كلمة المندوب الليبي كانت في تقديري مجرد صرخات جماهيرية عربية شعبية كما هو اسم الدولة التي يمثلها السيد عبدالرحمن شلقم، فهي عبارات لا تعني شئ في لغة السياسة العالمية التي لا تعترف إلا بالمنطق البرغماتي في التعاطي مع الأزمات و الرؤية الواقعية لموازين القوى و الضعف، في حين كانت كلمة السيدة (كونداليزا رايس) مجرد صدى صوت للمواقف السياسية المعلنة لإسرائيل و التي نقلتها وسائل الإعلام للعالم مرارا و تكرارا خلال العشرة أيام الماضية من خلال تصريحات (تسيبي ليفني) و (شيمون بيريز) و (بنيامين نتنياهو) إضافة لرئيس وزراء إسرائيل (ايهود اولمبرت)، و هو موقف أمريكي لم يكن مستغربا إطلاقا لما نعرفه من مواقف أمريكية سابقة تدعم إسرائيل على حساب الحق مهما كانت الظروف، إضافة إلى أن المنطق السياسي في هذه المرحلة الزمنية بالذات تجعل من الموقف الأمريكي موقفا لا يتضمن أي خطوات فعلية واضحة و مؤثرة نظرا للفراغ التكتيكي لإدارة أمريكية تستعد للرحيل و لا تملك حق اتخاذ إجراءات قد تؤثر سلبا على مواقف إدارة أمريكية جديدة على وشك البدء في العمل خلال الأسابيع القادمة.
كانت فرصة العرب كبيرة في جلسة مجلس الأمن في أن تنقل للعالم أجمع رسالة فلسطينية وطنية متفق عليها بين جميع أطراف الصراع الداخلي و تدعو لحقن دماء الأبرياء، و ليس كما اتضح للعالم بأنها مسرحية لتصفية حسابات بين دول عربية و أخرى و بين قوى فلسطينية منقسمة على بعضها، و ما كانت مشاركة الوفد العربي في تلك الجلسة إلا محاولة مكشوفة للقول بأنها تملك القرار و القوى في التأثير على الأرض الواقع، بينما الجميع يعلم بأن تلك المشاركة المتأخرة و المضحكة لم تكن لتتأتى لولا أن العرب أصبحوا يعملون و يتحركون وفق مبدأ ردت الفعل الهادفة لمواجهة و مجابهة التحركات الهادئة و الشعبية و المؤثرة على الأرض الواقع لقوى إقليمية أخرى أكثر برغماتية و وضوح و قوة عسكرية و نفوذ جماهيري ألا وهي القوى التي يمثلها مثلث (إيران -سوريا-حزب الله).
مسرحية عالمية ابطالها العرب
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I just want to tell you that I am newbie to blogging and site-building and honestly enjoyed this web-site. Very likely I’m likely to bookmark your blog post . You absolutely have superb articles. With thanks for sharing your website page.
[…] حقيقة لا أستطيع فهم ما يجري في عالم السياسية هذه الأيام […]
اشكرك كثيرا اختي رنا على الفيديو المرفق استفدت منه واكد لي ان موقفي سليم
الله لا يوكلنا على من لا يرحمنا ولا يخافنا فيه وحسبي الله ونعم الوكيل .
شيء متوقع .. لأنهم خونة .
صراحة .. كنت على يقين أن يكون خطاب محمود عباس حاقد وغير منصف لأهل غزة وحماس بالذات .. لأن تصرفه نبأ لي بذلك ، كما ذكرت في تدوينتي الأخيرة .
أن نكون تحت رحمة الغرب فهذا ذل ومهانة ما بعدها ، ننتظر منهم الحلول في قضايانا وبت آرائهم فيها .. ونحن خيخة.
إحباط منتهي النظير
الله يخلف بس
لم أعد أُحس يا أستاذ ياسر!!!
كيف يعود الإحساس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبغى أكون فقط إنسان؟
حتى الإنسان لا يستطيع أن يستحمل ما يحري
بالنسبة لي بعد ما قرأت مقال الاستاذ مشاري الذايدي يوم الثلاثاء الماضي في جريدة الشرق الاوسط والذي سرد فيها بشكل مختصر تاريخ الحركات الفلسطينية لم اعد اتعجب كثيراً وزادت قناعتي ان هناك الكثير من الجهات الفلسطينية والعربية تتمنى عدم انتهاء هذا الوضع ابداً لأنها ببساطة مستفيدة منه وبشكل مباشر
أخى الفاضل: أ / ياسر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نعيش فى مسرحية هزلية متعددة الفصول
يشاهدها العالم ويضحك ملء فاه
لقد أصبحنا أضحوكة العالم
ولم نعد نل منهم سوى السخرية
حتى الشفقة خسرناها
أتفق مع ماكتبت وهذا الفيديو يؤكد وجهة نظرك
http://www.youtube.com/watch?v=inOFvt9Cgz8&feature=related
تحياتي .