لنكّرم قدامى المحاربين

يجب أن أعترف في البداية أني لست على إطلاع كامل و معرفة دقيقة للأنظمة و الإجراءات التي تنتهجها الوزارات و المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن العسكري و الأمني و خصوصا تلك الخاصة بالتقاعد العاملين من عسكريين و مدنيين، و هي الأنظمة التي تكفل لمن خدم الوطن بأمانة و إقتدار تكريما لائقا يليق يخدمته و يسهل عليه حياته خصوصا بعدما يكون قد تقدم به السن و وصل لمرحلة يجب أن يرتاح و أن يتنحى جانبا ليترك للأجيال القادمة فرصة خدمة الوطن و نيل شرف خدمة المواطن.

أقول ذلك لأني لا أملك الإجابة الشافية و الصريحة المباشرة حول حقيقة ما تقوم به تلك القطاعات العسكرية لرد الدين الحقيقي لهؤلاء الذين يمكن تسميتهم بـ(قدامى المحاربين)، فهل من العدل أن يتم التعاطي مع عسكري وصل سن التقاعد و لم يقم بأي مهمة عسكرية في حياته و لم يواجه في يوم خطر الموت بمن جرب مواجهة الرصاص و القذائف إما في مواجهة حرب تحرير الكويت أو في مواجهة تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تقتل القريب و البعيد دون تمييز أو تلك المواجهات اليومية التي تدور و دون توقف لمحاربة تجار و مهربوا المخدرات و الخمور و السلاح.

لا شك في أن الدولة كانت دائما حريصه على أن تضمن حياة كريمة لكل مواطن مهما كانت خلفياته الشخصية و مهما كانت أهميته الإدارية، كما أنها لم تبخل في أن تميز هؤلاء الذين خدموا الوطن و المواطن بأغلا ما يملكون و ضحوا بأرواحهم في سبيل أن يكون الوطن حرا كريما، و لذلك فإن تكريم قدامى المحاربين ممن ثبتت مشاركتهم في عمليات عسكرية و أمنية و تعرضوا لخطر الموت و قد يكونوا دفعوا من صحتهم و نفسيتهم الشئ الكثير أن يميزوا و يعاملوا بشكل يختلف عن بقية أقرانهم من العسكريين لكي يصبح السعي للتضحية لأجل الوطن شرف لا يناله بالضرورة إلا الشجعان و أن يلقوا في حياتهم ما لقيه زملائهم من شهداء الواجب في مماتهم من شرف و إعتراف و إمتنان، فبجنودنا نحمي الوطن و لمحاربينا البواسل واجب التكريم.