لا أدري إن كنتم حظيتم بفرصة مشاهدة جوليا ربرتس بفيلمها الجميل إرين بروكفيتش الذي يحكي عن ناشطة الحقوق الشابة إرين التي تحدت شركة باسيفيك قاز أحد عمالقة صناعات النفط والغاز الأمريكية بقضية تلويث الشركة آنفة الذكر للمياه الجوفية بإحدى القرى بسبب ردمهم نفاياتهم السامة بالمنطقة مما أدى لظهور وتفشي الأمراض والسرطانات وتشوه الأجنة بين أهالي القرى المحيطة ولتتحول مأساة القرية لهم حملته إرين حتى أوجدت الأدلة وقارعت بقضيتها أعتى شركات المحاماة التي عينتها الشركة لحماية جشعها ومصالحها على حساب أرواح الألوف من المواطنين الأميركيين
تنتهي القصة بطبيعة الحال بالنصر وتعويض سكان القرية وإجلاء الشركة بعد خسارتها كل شيء
لطالما كانت للجملة الأخيرة بمضمون أن القصة واقعية نكهتها الخاصة حينها تعود القصة بأكملها ببالك لتزيد بداخلك مشاعر الحزن أضعاف ما قبل ظهور الجملة
ما حصل بالطرف الآخر من المحيط لا يهمني بقدر الحادثة التي جرت ها هنا ببلدنا هذه بقرية البديعة بالقصيم عندما قامت شركة تعدين “معادن” والتي يفترض بأنها مراقبة بتلويث مياه الشرب بذات الكيفية بلا خوف طالما انعدم الرقيب و ظهور أمراض وأعراض غريبة على القرية وما جاورها و بدأت حالات الإجهاض وسقوط الشعر و تشوه الأجنة بالظهور وعندما فاحت الرائحة أكثر مع تسليط بضعة صحف على الحادثة حاولت الشركة إنقاذ ما يمكن من سمعتها بحفر عشرات الآبار لا لتزويد القرى بالماء النظيف بل لاحتواء المياه المسمومة نحو آبارها لتضييق دائرة انتشار التلوث مما أدى لنفوق المواشي وموت المزارع عطشاً ولتختفي القضية بعد إعلان جمعية حقوق الإنسان مطالبتها بتفسير وتختفي أخبار تلكم القرية بشكل غريب كما بدأت بشكلها الغريب
بضعة تساؤلات
القضية بفهمي البسيط جداً تعتبر قضية رأي عام تمس الجميع فما سبب ظهورها واختفائها بهذا الشكل ؟؟ خاصة أن أعراضاً ومشاكل كهذه لا تحدث بين يوم وليلة
بموقع الشركة قرأت هذا السطر
وبالإضافة إلى ذلك، ومنذ تأسيس الشركة، تعاونت معادن (من خلال وزارة البترول والثروة المعدنية) مع الحكومة والمشرعين المحليين لوضع إطار تنظيمي لتنظيم وإدارة صناعة التعدين في المملكة العربية السعودية.
فهل وزارة البترول معنية بالتأكد من معايير السلامة وشروطها بمشاريع الشركة ؟؟؟
الكارثة وقعت ولا راد لقضاء الله بالطبع ما هو الجزاء ؟؟؟ هل مجرد التعوض للأفراد ومدهم ببضعة وايتات للماء ستنهي القضية ؟؟
لماذا الشركة بموقعها الإلكتروني تتبجح بأن عملياتها ومشاريعها تتم بمراعاة الحفاظ على البيئة المحيطة بينما لهذه اللحظة لم تتخذ إجراءات للحد من الضرر و لم تعوض سوى قلة قليلة من المتضررين ؟؟
لماذا لا توجد لدينا مؤسسات مجتمع مدني ؟؟؟ فهي على الأقل سيكون لها دور بمنع مثل هذه المشاكل من الحدوث طالما وجد منها من تخصص بمثل هذه القضايا
لا أدري ربما كون المستعصي من قضايانا لا يحل للأسف إلا بتسليط الإعلاميين والسياسيين الغربيين عليها هو طريق الخلاص لأهالي قرية البديعة بأن يطلبوا فزعة بنت بروكفيتش لعل الحل يكون على يديها
أتمنى لأهل البديعة الشفاء مما اعتراهم وأتمنى من كل مخلص له القدرة على مساعدتهم ومجازاة المتسبب بكل هذا أن لا يقصر
في امان الله
الموضوع من مدونة (شخابيط الفيلسوف) و تجدونه على هذا الرابط
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر