الكتاب ممنوع في المقهى

يوم امس دخلت في حديث مع زميل تجلى فيه شئ من توتر داخلي لم يكن له مبرر، زميلي كان هادئ و الموضوع كان مكرر و لكن من الواضح ان هناك امرا ما كان يقلقني دون ان اشعر به.

المهم في الموضوع ان صديقي علق بأن موضوع قيادة المرأة ربما يعتبر الموضوع الاهم بالنسبة لي على اعتبار ان من يعرفني يعرف ماذا يقصد، ولكن جوابي كان بالنفي، فعلى الرغم من اهتمامي بهذا الموضوع الا ان حرية التعبير و حرية الفكر هما القضيتان اللتان يهماني اكثر، فالرقابة وحجب افكار الناس بالنسبة لي هي العائق الاول للابداع وهي حجة المتنمر الذي ليس لديه اي حجة، وهي الوسيلة الامثر هدما لكل جهد يسعى للتنوير و الابداع والتجدد.
اليوم اقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي أن مكتبة في احد المقاهي في مدينة الرياض افرغت اكثر من ٦٠٠٠ كتاب كان يزين عقول المرتادين وذلك بأمر من وزارة الثقاف، فقال احدهم ان السبب قد يكون مرده لكون صاحب المقهى مثقف صاحب افكار و تفكير بينما علل الاخر ان المقهى قد يكون ما حدث له بسبب انه يفتقر لتصريح رسمي بمزاولة نشاط المكتبة.
تخليوا معي، وزارة الثقافة تسحب كتب المقهى لان صاحبه مثقف يحمل قناعات ملونه تختلف عن خط الوزارة الابيض، و تخيلوا اننا في زمن يجب ان تكون الثقافة خاصعه لتصريح موظف حكومي ربما لا يفهم من الثقافة الا انها اسم لوزارته.
المضحك ان تقوم الوزارة بنشر تغريده و كأنها بذلك تريد ان تسمع الجاره دون ان تخاطبها مباشره فتقول فيها ما مفاده ان على المتضرر اللجوء للجان القضائية الاعلامية التي لا تخضع للوزير.. “تكبير” !
اتمنى يكون كلامي خفيف و ان لا اكون قد تجاوزت الحدود التي يسمح بها نظام النشر الذي لا تشوبه اي هلاميه ولا مطاطية ولا عبارات فصفافة.
اقول قولي هذا و ما الستر الا من عند الله.
ملاحظة: لو فيه اخطاء طباعية لا تدققون، تراني كتبت التدوينة بالجوال.