ليس خافيا على أني من أشد المتحمسين للإعلام الإلكتروني كبديل ناجح و مؤثر للإعلام المطبوع و الذي يعيش بدوره هذه الأيام مرحلة حساسة في صراعه من أجل البقاء في ريادة الإعلام المؤثر عالميا في وجه التهديد المتزايد لوسائل الإعلام البديلة و الحديثة من إنترنت و جوال و فضائيات و التي أثر تزايدها سلبا على صناعة الإعلام الورقي و في عدت أوجه لعل أهمها تأثيرها على معدلات قراءة الإعلام المطبوع
و بالتالي التأثير سلبا على معدلات التوزيع و الإعلان و ذلك بسبب ما تقدمه هذه الوسائل الحديثة للقارئ العادي من سرعة الوصول و التكلفة المنخفضة مع الإختفاظ بمستوى مصداقية و حرفيه تضع في عين الإعتبار متطلبات هذا العصر السريع و المتغير على الدوام.
و لكن و رغم إعجابي بالإعلام الإلكتروني و قناعتي بقدرته على التأثير الجماهيري إلا أني أقف موقف المحلل الذي يعتمد المنطق في تحليله للواقع و أجد نفسي أقول بكل قناعه أنه علي الرغم الصورة التي قد يراها البعض أنها تنبئ بزوال الإعلام المطبوع بحكم معطيات الحاضر إلا أنه في تقديري لن يزول الإعلام المطبوع على الأقل في العقدين القادمين و لعل شواهد التاريخ تخبرنا بأن الصحافة الورقية إستطاعت الصمود أمام ظهور الإذاعة و من بعدها التلفاز و هما وسيلتين كانتا أكثر تأثيرا علي المستوى الجماهيري (بتحفظ) حين ظهورهما من الإنترنت و الجوال على أبناء هذا العصر، كما أن الإعلام بطبيعته متغير و متنوع نظرا لطبيعة العمل الإعلامي ذاته و بالتالي فجزء من عملية الإعلام هذه هي الصراع المتكرر بين الوسيلة الجديدة و الوسيلة القديمة و من يستطيع أن يلغي الآخر.
هناك عدد من النقاط التي يجب على المؤسسات الإعلامية أن تضعها في عين الإعتبار عندما تخطط من أجل تحقيق نتائج إيجابية تتجاوب مع طبيعة المؤسسة و الجمهور و القطاع ذاته بما فيه من منافسين و مخربين و دخلاء يفسدون المحيط العملي الصحي بأعمال لا يمكن وصفها إلا ببث السموم و إتلاف الصناعة و من فيها.
بصرف النظر عن ماهية الوسيلة التي تمتلكها الشركة الإعلامية (إن كانت صحف أو مجالات أو تلفزيون أو ……..) يجب عليها في المقام الأول أن تعيد تحديد كينونتها بحيث تصبح تنظر لنفسها على أنها شركة منتجه للمحتوى الإعلامي لا بكونها فقط شركة صحف أو تلفزيون (أي شركة وسيلة)، فالمنتَج الذي تبيعة هذه الشركة الإعلامية هو في الأساس المحتوى الإعلامي (خبر، صورة، تقرير، مقال،…….).
و من أهم ما يجعل المشروع الإعلامي ناجح مع متغيرات السوق هو قدرته على تبني وسائل إعلامية جديدة و تكنيكات مختلفه في نقل و بث و بيع هذا المحتوى الذي يعد رأس المال الحقيقي، فشركة النشر بإمكانها أن تحول محتواها المكتوب ورقيا إلى صيغة إلكترونية و إعطاء الصيغة الإلكترونية الدعم التسويقي و الترويجي و الإستقلالية المهنية بحيث يمكن أن تخلق لها قاعدة جماهيرية من المتابعين للنسخة الإلكترونية و جمهور آخر يتابع النسخة الورقية بدلا من تغليب أحدهم على الآخر فتخسر الشركة ربما نصف جمهورها المحتمل.
و بحكم أن الشركة تلك أو تلك إستطاعت أن تصل لمرحلة الإقتناع التام بكونها مصنعِه و منتجه للمحتوى فذلك يحتم عليها العمل ثم العمل ثم العمل علي تكثيف و إستثمار كافة الإمكانيات و الطاقات البشريه علي إنتاج محتوي مميز، فللأسف الشديد أن هناك الكثير من المؤسسات الإعلامية التي تعتقد بأن الإستثمار في رأس المال البشري يعد من الأمور الثانوية بينما في الأساس يعد العنصر الأهم في تميز وسيلة إعلامية عن أخري، فالسبق الصحفي يحتاج صحفيين بارعين في إصطياد الخبر لا فقط كتاب متميزون في صياغة الحرف و الجملة.
الشركة الإعلامية الناجحه في تقديري هي تلك التي تستطيع أن تبتكر و تحافظ على نمط مميز في عملية توازن العمل الإعلامي بين كافة الوسائل و التقنيات التي تنقل المحتوي المبتكر و المنتج من قبل تلك الشركة، و ذلك من خلال آليات عمل و تقييم و تشغيل تجعل جميع أطراف العملية الإنتاجية و البيعية تعمل في تناغم و إنسجام يأثر إيجابا على المخرج النهائي الذي يصل للجمهور المستهدف ألا و هو القارئ.
كما أن الفصل بين القرار التحريري و القرار التجاري تعد من أحد أهم العوامل التي تنتج حوارا بناء و نتائج مدورسه تحقق إهداف الشركة الإعلامية في سعيها الدائم نحو التطوير و الإبتكار بهدف جني الأرباح المادية و المعنوية التي يسعى لها جميع أطراف العملية الإنتاجيه الإعلامية هذه.
سأكتفي بهذا القدر و ربما أعود في تدوينة أخري للحديث بشكل أكثر تفصيلا عن هذا الشأن الذي أصبح اليوم أهم المسائل المطروحة على طاولة صناعة الإعلام حول العالم.
إقرأ أيضا:
مصير الصحافة الورقية أمام الإعلام الإلكترنية
اليوم الختامي لمؤتمر (إفرا) الشرق الأوسط
I just want to mention I am just newbie to blogging and site-building and absolutely savored you’re web site. Likely I’m planning to bookmark your website . You surely have incredible articles and reviews. Regards for sharing with us your website page.
اخي الكريم
موضوعك جميل
تحياتي لك
مرحبا……
اخي الكريم
ممكن جواب على هاد السؤال….
هل ستقضي الصحافة الالكترونية على الصحافة المطبوعة؟
الموضوع صراحة جميل جدا وأنا اشكر الأستاذ على هذا الموضوع أريد أن اتكلم عن الاعلام الجديد أرى أن الاعلام الجديد قد تغير إلى الأسوء نرى في بعض القنوات الفضائيه تقدم أشياء لا تفيد المشاهد بشي وليس كل القنوات يجب عليناأن نقدم الشي المفيد للمشاهد وهذا ماأطلبه من القنوات الفضائيه…
وشكرا.
أولا حاب أشكر الأستاذ على ما قدمه لنا… أنا ارد على درة أنا وأقول الصحافه الالكترونية أفضل بكثير من المطبوعه لأن كثير من الناس يميلون إلى الإلكترونيه أكثر من المطبوعه ولكن أريد أن أسال عن راتب المذيع كم يكون؟؟؟ياليت الرد
الف شكر لكـ استاذي الفاضل على الطرح المميز الذي افادني فعلا …
ولكن من خلال البحث اللذي اجريته وكان بعنوان”الصحافة الالكترونية هل ستقضي على الصحفاة المطبوعه” وجدت ان معظم سكان الوطن العربي بوجه عام وسكان الخليج بوجه الخصوص يفضلون قراءة الصحف الالكترونية على المطبوعه وذلك “بحسب قولهم” بما تتميز به الصحف الالكترونية من مميزات تجذب القارئ اليها …ومن خلال الاستبيان اللذي اجريته وجدت ان اكثر من 60% ممن وضعوا ارائهم اختاروا قراءة الصحف الالكترونية على المطبوعه ” ومعظم اللذين وضعوا ارائهم كانوا خليجيين” ..
ولكن وعلى الرغم من ذلك وجدت انا هناك عدة اشخاص مازالوا متمسكين بقراءة الصحف المطبوعة وذلك لما تتميز به من شمولية في الطرح..
اشكرك مرة 2 استاذي الكريم ..
أهلاً أستاذي ..
في نظري أن الإعلام الجديد استطاع أن يغير نظرت الصحافة الورقية ” المغرورة! ” ، فمن كان يصدق أن الصحافة بدأت تتنافس على إحداث وتطوير جوالات خاصة بها، إضافة لتفعيل صفحات تُحدث على مدار الساعة … كل هذا يأتي بفضل وجود إعلام جديد وصحافة اليكترونية ..
أعتقد أن الصحافة ستستمر ولكنها ستتغير بشكل كبير !
مساء عطر ..
ولماذا لا يكونا معاً في كل اتجاه؟ والسؤال الثاني: هل هذه النظرة عالمية أم تختص فقط بعالمنا السعيد العربين والأسعد السعودي؟!
هناك عامل مهم جدا وهو هامش الحرية المتوفر في الاعلام الالكتروني مقابل المطبوع ..
هناك معوقات للاعلام الالكتروني؟ … نعم .. لكن هذه المعوقات تزول ولله الحمد يوما بيوم ..
بلاشك لا يختلف أحد عن أن المجال في المستقبل سيكون للصحافة الالكترونية ..
لكن هناك شيء يدعو للتساؤل في السعودية ..
خلال 2008 :
– نسبة اشتراكات الصحف الورقية سجلت معدلات أعلى
– ميزانية المؤسسات الصحفية خلال 2008 كانت اكثر من الأعوام السابقة (اليوم أعلنت الجزيرة وخلال اسبوعين ستعلن الرياض وعكاظ ) ومتوقع بأنها ستكون الأعلى كذلك ..
– نسبة التوزيع للصحف سجلت معدلات أعلى من السابق وأصبحت الصحيفة التي توزع 150 ألف في اليوم حالة طبيعية بعدما كانت قبل نحو 5 سنوات تعد رقماً كبيراً .
– رواتب الصحفيين أصبحت تسجل أرقاماً كبرى تتجاوز المهندسين ومهندسي الحاسب .. بل وحتى الأطباء.
– أصبح من الطبيعي أن تسمع تجاوز دخل كاتب مقال – فقط – لنحو 20 ألف ريال شهرياً ..
مايحدث لنا هو عكس مايحدث في العالم !!
لا يمكن مقارنة التلفزيون والراديو بالإنترنت.
فالإنترنت سيزيل الإذاعة والتلفزيون وقبلهم الصحافة المطبوعة‘ كما هو حاصل الأن في إحتضار السيدي للأغاني ولحاقه بالكاسيت.
المحتوى لا يزول بسهولة ولكن الوسيط في تجدد مستمر.
ما أبقى على الإذاعة هو السيارة فقط ولكن أجهزة تشيغيل الموسيقى مثل الأيبود هي من ستزيل جهاز الراديو وستتحول البرامج الإذاعية إلى بودكاست صوتي… وستلحقها البرامج المرئية بـ بودكاست مرئي.
فبعد سنين قليلة لن يجد بعض الناس ورق جرائد للف السندوتشات وفرش السفر.
وبعد زوال الصحافة المطبوعة سيزال الصحفي لغياب المركزية في نشر الخبر… والله أعلم
هذه الأيام أنا مستمتع بشدة للقراءة من خلال الكندل. لم أيقن من قبل بأن الإعلام الورقي في طريقه للزوال مثلما أيقن الآن بعدما اشتريت واستخدمت للكندل.
( الصحافة الورقية إستطاعت الصمود أمام ظهور الإذاعة و من بعدها التلفاز )
ليس بالإمكان القياس على هذا المثل القديم ..
الإذاعة و التلفاز لا يقدّمان نفس المادة الموجودة في الصحافة .. لا تجد فيهما نفس العواميد لنفس الكتّاب .. و لا .. ولا .. و هكذا .. المواد مختلفة جدّاً ..
أمّا نسخة الجريدة المطبوعة و النسخة الإلكترونيّة منها لنفس الصحيفة .. لا شك أن الإلكترونيّة ستصبح يوماً الأكثر رواجاً .. و ستموت المطبوعة مع الوقت .. عندما يرحل الجيل التقليدي الذي يحب رائحة الورق .. هذا مجرّد إستباق ..
و مرة أخرى .. لا أرى أي صحة لقياس الإذاعة و التلفزيون على صمود الصحيفة .. فالهدف و المادة مختلفة تماماً .. في نظري على الأقلّ ! ..