في الستينات كان المعسكر الغربي و الدول الخليجية و التي كانت تتبع نهجها الإقتصادي تتعامل مع المعسكر الشيوعي بإعتباره الشيطان الأكبر نظرا لما تتضمنه الأيدلوجيه الشيوعية من نكران للأديان و مساواة بين طبقات المجتمع و التي إعتبرها العقل الرأس مالي و الديني أنها مخالفه للطبيعة الإنسانية التي خلقها الله ساعية لحياة أفضل و لكسب العيش و السعي للإرتقاد بين درجات المجتمع المختلفه.
في ذلك الوقت كان الثائر الأرجنتيني (أرنستو تشي غيفارا) في نظر الطبقات الحاكمة في الغرب الرأس مالي و العربي الخليجي أنه من الثوار الذين يسعون للهيمنة الفردية و فرض العقلية الدكتاتورية على مجتمعاتهم المغلوب على أمرها، حيث نعت و رفاقه في وسائل الإعلام المختلفه و التي تحركها أجندات أيدلوجيه سياسية بأنهم دعاة ثورة و فوضى و بأنهم ثله من الغوغائيين و المتمردين الصبيه، على الرغم من التعاطف الشعبي اللافت لدي الطبقات العاملة في كثير من الدول حول العالم و التي كانت ترى في هؤلاء الشيوعيين بأنهم صوت المواطن في وجه هيمنة الطبقات الإرستقراطية التي ورثت الهيمنة من منطلق الإنتهازية و الظلم و التي تأطرت بتحالفات مشكوك في نواياها.
أقول هذا لأنطلق بسؤال ينبع من المفارقة التي أصبحت ماثله أمامنا و التي تتمثل في طريقة التعاطي الشعبي مع شخصية عربية ساهمة مساهمة أساسية في تشتت الأمه العربية من خلال أعمال سياسية كان منبعها الغرور و الغيرة و ردة الفعل الغير محسوبه، هذه الشخصية التي وصفها البعض الخائن الأكبر في تاريخ الأمه العربية، كما وصفها البعض الآخر بأنه البطل العربي الحقيقي و هو ما دعى البعض لإعتباره القائد العربي الوحيد الذي تفوق علي القائد العربي التاريخي جمال عبدالناصر و الذي ألهم العرب في الخمسين سنة الأخيرة، هذا القائد الهمام و البطل المغوار هو الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
نعم.. تختلف الآراء حول كون صدام حسين إما بطل أو خائن و لن أتعمق في ذلك، حيث ما يعنيني هنا هو هل سيتعامل التاريخ بكافة لغاته في القادم من الأيام مع صدام حسين على أنه (تشي غيفارا) القرن الواحد و العشرين و هو الثائر الذي وقف في وجه الإنبريالية الغربية الطامحة في الإستمرار بسلب خيرات الخليج و دعم سرطان المنطقة إسرائيل و التي تمثل بدورها الإبن غير الشرعي لكل مفاسد الحياة بكل قبحها و لا إنسانيتها.
المؤشرات تقول بأن صدام حسين في عين كثير من أبناء الجيل الجديد (عربا و عجما) ممن لم يعاصروا و ربما أيضا ممن عاصروا أعمال صدام حسين يرونه بطلا و ثائرا حر في زمن يسمح للأبطال أن تتشكل وفق مقتضيات الزمان و المكان و ليس وفق الأعمال و الأفعال، فهناك أبطال صنعوا التاريخ و هناك أبطال صنعهم التاريخ و شتان بينهما.
هل صدام هو غيفارا العصر ؟
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
I simply want to mention I’m new to blogging and site-building and definitely loved you’re web-site. Most likely I’m want to bookmark your website . You definitely have very good articles and reviews. Thanks for sharing your webpage.
الشعوب العربية تحب التغني بالأمجاد الغابرة والشخصيات “المغبرة” مثل من يمسك بقشة .. على أمل أن تلهمنا صورة القائد بغد واعد وإنتصار ساحق ..
نحن كعرب لنا قدرة عجيبة في الضحك على أنفسنا وإضحاك الناس علينا .
أما صدام له إنجاز واحد فقط في حياته تفوق فيه بجدارة على باقي الرؤساء والملوك لن أذكره حتى لا يغضب البعض ..
تحية طيبة.
نحن شعوب تنساق خلف ما تمليه علينا عواطفنا المتردده و الخائفه، فنبحث عن أبطال في رماد التاريخ و لنتأمل منقذ في وجوه من ينتهك إسانيتنا.