جيمي هندركس
صعلوك من زمان الإبحار في ألوان الحب لا الحرب، رسول هجين من ثقافة حكمها مشعوذون و دخان أزرق تطاير على أنغام غيثارات حكت حروفا بشرية و خاطب خيالات جيل كامل حلم بالسلام و توسد دون ملل أو كلل حدائق خضراء لا متناهيه، خيالات لم تستطع عنجهية السياسيين أن تلغي ثقافة هندركس التي أصبحت في نظر من أتى بعده نبراسا للتمرد و أيقونة لكل ما هو متلون من خيال بحت.
لم أعش جيل الفنان الأمريكي جيمي هندركس و الذي إشتهر في الستينات و السبعينات بقدرتة الفائقه على ترويض آلة الغيتار الإلكترونية حتى قال البعض أن جيمي عندما يعزف أنغامه يتجلى الجن بين أنامله ليخرج همهمات غريبة مخيفة و لكنها جميله في ذات الوقت، هذا الفنان الذي إرتبط إسمه بأغنيته الشهيرة (فودو تشايلد) و بسيجارة الماروانا طالما كان غيفارا الموسيقى لدى عشاق الحياة و طالما كان وجها لما يمكن إعتباره الحرية في تجلياتها العبثيه.
جيمي هندركس و إن كنت لست ممن يرى في نمط حياته إسلوبا يتناسب مع تطلعاتي للحياة إلا أنه تبقى مخرجات أنامله لحنا يأخذني بكل إنضباطي لعالم ربما يسكنه الجن أو ربما هو جيمي من يسكنه.
موسى السليم
لمن لا يعرف المربي الفاضل موسى السليم فهو مدير مدارس الرياض الأهلية في الفترة التي إمتدت منذ ما قبل ١٩٧٩م و لغاية سنة ١٩٩٠م، و هو الرجل الذي كان بالنسبة لي و لجميع زملائي بلا إستثناء البعبع الحنون، نعم (البعبع الحنون) و هو أمر قابل للحدوث لو كنت تعرفت على هذا الإنسان الكبير في حنيته و في عدله و في رغبته على أن يكون الأب في المدرسه قبل أن يكون الأستاذ في الفصل.
لقد كان للأستاذ موسى و الذي كنا نخاف الغلط لا لآن الغلط غلط بقدر كون الغلط يعني ظهور الأستاذ موسى من حيث لا نعلم، فكلما قمنا بشغب طفولي أو بتجاوز نابع عن مراهقه غير منضبطه خرج علينا موسى السليم من حيث لا ندري و كأنه يملك عصاة سحرية أو بلورة تكشف له وقائع الأمور و بواطن النفوس ليعاقبنا و يوبخنا بقدر الغلط و التجاوز لا أكثر و لا أقل.
غبت عن الذهاب للمدرسة في يوم بداعي التمارض حيث قمت بألف حيله و حيله لإقناع والداي بعدم الذهاب للمدرسه و صدقاني و تركاني (أتبطح) على راحتي ذلك اليوم، و عند التاسعة صباحا و أثناء ما كنت أشاهد القناة الأولى “غصب واحد في حينه” رن هاتف المنزل لألتقطه دون تفكير و لأسمع صوت يقول “ياسر؟؟” و قد رددت فورا بصوت كامل العافية (نعم.. من معاي) ،، فرد الصوت (موسى) ، فعلقت للحظه أتسائل (موسى مين ؟؟ موسي مين ؟؟) أوبااااااااااااااا إنكشف (#&!*ٍ$) << طبعا هذه سبه محذوفه لدواعي الرقابة ، فقلت (سم يا أستاذ موسى) قال (وش فيك غايب) قلت (مريض شوي) قال (ماتشوف شر بس لا عاد يكثر مرضك)،،، قلت له (سم طال عمرك) دون إعتراض و دون محاولة لإقناعه بشئ لأني كنت متيقن أنه كاشفني.
و بعد أكثر من عشرون عام على ذلك الصباح أقابل هذا المربي الفاضل في حفل أقيم في مقر مدارس الرياض بالأهلية مناسبة مؤتمر عقد فيه حيث أتجهت نحوه لأعرفه بنفسي و قد عرفني على الفور و لأجده يمسكني من يدي و يأخذني بإتجاه راعي الحفل الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و ليعرفه بي و يقول له بأن هذا الشاب ( أنا) كان من أفضل طلبة مدارس الرياض أثناء دراسته.
الله يطول بعمرك يا أستاذ موسى و يوفقك و يجزاك خير.
عبدالله الفيصل
لقد توفى الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز قبل بضع سنوات و قد كان في حينه عميدا للأسرة الحاكمة و أكبرهم سنا من بين الرجال بعد عمر مديد قضاه ما بين العمل الحكومي و الخاص و ما بين حبه للرياضة و الشعر و الفن، و هو الأمير الذي تأسست على يده نواة الرياضة السعودية و تبلور بوجوده الشعر و الفن السعودي كما نعرفه اليوم.
إلتقيت بالأمير مرة واحدة فقط و ذلك في قصره في مدينة جدة عندما ذهبت للسلام عليه مع المخرج البريطاني الجنسية السوري الأصل أنور قوادري قبل البدء في إنتاج الفيلم الذي وثق مسيرة حياته الإدارية و الإنسانية و هو الفيلم الوثائقي الذي كلفت بالإشراف عليه كمنتج فني من قبل مجموعة الفيصلية التي أنتجت العمل، و قد كان اللقاء بطبيعة الحال لقاء رسمي كما كنت أتخيل لولا أن هذا الرجل الذي كان قد كبر بحيث لم يكن يستطيع المشي أو حتى الحديث بأكثر من كلمات الترحيب أو السلام، أقول لولا أنه صعق كل الحضور بلحظه تجلى فيها الأمير الشاعر دون مقدمات و دون أن يكون أي منا ينتظر أن يتجلى شيطان الشعر و العقل في هذا الشيخ الوقور.
ما حدث هو أن و أثناء ما كنا على العشاء وقف أحد مرافقي الأمير ليلقي قصيده لأحمد رامي أمام الأمير و التي كان يقرئها من ورقه كان يحملها، و قيل لنا أنها عادة ثقافية كان الأمير عبدالله يحرص على إستمرارها ليكون غذاء البدن متوافقا مع الشعر الذي طالما إعتبره غذاء لروحه، و أثناء قراءة ذلك الرجل للأبيات الشعرية قام بتجاوز شطر لبيت لم يتمكن كما بدى من قرائته بالشكل الصحيح، و في اللحظة التي بدأ في قراءة البيت الذي يليه إذ بصوت عالي واضح المعالم و الحروف يصدح في الصالة التي تجمع فيها ما لا يقل عن الخمسون رجل ليسمع الحضور و بلغة عربية صحيحة مائة بالمائة البيت الشعري كما يجب أن يقال، و ليعم الصمت المكان و لأتسائل بنظرات العيون مع من حولي هل حقا كان ذلك صوت الأمير الشيخ و هل حقا صحح من بذاكرته الهرمه رجل يقرأ من ورقة؟ لتأتيني الإجابة بنظرات و نظرات و سكوت كأنه يقول ( تشيخ عظام البشر و لا تشيخ عقول العظماء)
عبدالله الفيصل الأمير الشاعر بعد ذلك اليوم إصبح في مخيلتي عبدالله الفيصل شاعر الشعراء، فمن الصعب أن تعطي لشخص أحب الشعر حتى هذه الدرجه لقبا أعظم من ذلك.
I simply want to say I’m all new to blogging and absolutely liked your page. Very likely I’m planning to bookmark your site . You certainly come with superb articles. Regards for sharing with us your web page.
استاذ موسى السليم ظاهرة لن تتكرر ، واسعدني ورود اسمه هنا والحديث عنه ولا اسهب في سطوري كونها ستظل عاجزه وكونك قد سردت فاضأت جوانب من شخصة الكريم بحنانه وحزمه ليشكل كما ذكرت ( البعبع الحنون ) وبالنسبة لي – وبدون دهشة – كنت اشعر بانه قد يكون الرجل الوحيد الذي يتمتع بصفات الامومة (!) فهناك دوما رحمة مستتره في اكثر المواقف التي كان صوته بها يحتد ، وكان يحترم الجميع ويطالبهم بالاحترام ذاته كم اتمنى ان يقرأ هذا الموضوع كل من عاش تلك الايام ليضيف وسوف يسعدني مرور الاستاذ موسى ليعرف كم نحن نحبه ونحمل له هذه المشاعر الايجابيه والتي لم نتمكن من الافصاح عنها اثناء دراستنا اكرر شكري لك لذكرك اسمه وشكري لله اولا واخيرا اني ظهرت في مرحلة كان بها رجال مثل الاستاذ موسى السليم اثابه الله و منحه الخير دنيا وآخره
سلام استاذ ياسر
استطعت بكلماتك المعبرة والبسيطة ان تصف
شخصية استاذ موسى الفريدة من نوعها،حيث استطاع هذا الرجل الكبير ان يفرض احترامه وهيبته على كل من طلاب وطالبات مدارس الرياض على حد سواء فهويعرفهم باسمائهم ومستوياتهم الدراسية،ومن المواقف التي لن انساهاكلما ذكر اسمه مع انني لم اتخرج من مدارس الرياض، الااننا عندما التقينا به في رحلةصيفية في دولة اوربية وفي قمة الوناسة مر من امامنا فجأة فقال لي اخي (ماعرفتي مين هذا قلتله يوووو هذا استاذ موسى السليم بكل خوف كاننا غلطانيين) وبدات دقات قلبي بالتسارع كلما اقترب منا ليسلم على اخي(اللي اختبص لونه ازرق اخضر احمر )وبكل ود،ومن ثم وجه لي نظرة وقال ليش يا…. نقلتي ورحتي مدارس…وهنا شعرت بانعدام الجاذبية الارضيةوماعرفت أرد ولاكلمة(القطة بلعت لساني )قلت في نفسي بتلك اللحظة(ليت الارض تنشق وتبلعني)انه يعرف اخوي مافي مشكلة بس أنا كيف عرفني وعرف اني نقلت لمدرسة ثانية واسئلة كثيرةمرت على عقلي الصغيير،عرفت اجابتها لما كبرت وعرفت ان هذه الرجل كان يتصف بمواصفات القائد الناجح والمميز.
الله يوفقه ويجزاه الف خير (:
أخى الفاضلك أ/ ياسر الغسلان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرلك هذه البطاقات التعريفية لهؤلاء
الذين يمثلون علامات فارقة بعبقرية مواهبهم.