“يجب ان تكون “القاعده” مثلنا الأعلى”

2454604561_9996d307fd1-300x30011بقلم: رقم

أيها الأطفال الملئى بالجراثيم! قفوا صفاً متناسق لنفحصكم واحدٌ واحد! الأكبر فالأصغر .. فالأحقر .. فالأتفه .. و لكن واااحدٌ واحد!
يقف العالم الآن في صفّين .. العالم المتقدم، و العالم المتخلّف .. دول العالم الأول و دول العالم الثالث .. لماذا لا يُذكر أبداً العالم الثاني! يقال أن السعوديه تصنّف في الأمم المتحده على أنها من دول العالم الثاني .. يخّيل إلي انها لعبة أعطونا إياها كي نتلهّى بها فلا نزعج أصحاب القرار بسماجة طفولتنا!
فنحن نملك ثلثي مخزون العالم! حذاري! هذا طفل عنيد و غير مهذّب! قد يغلق الباب فجأه إن استفزيناه فيقطع عنا زيت الحياة كما فعل الملك سعود مع أوروبا و ما فعل الملك فيصل مع أمريكا! لذا يجب ان يدلل و ينعّم و نغنّي له أهازيج الربيع ليرتاح و يأنس و يغفو .. و لنرتاح نحن من شغبه و نلتفت إلى الأهم .. كيف نسيطر على طفولته؟
و بما أننا الطفل الأكبر في الطابور .. الأقوى بما في الأرض من ذهب أسود و الأقوى بما فوق الأرض على الجبل الأسود .. لذا لا يمكنهم تجاهلنا و التعامل معنا أمر لا بد منه .. فلم نسمع عن خطط تنموية و تربوية للبوسنة و الهرسك مثلاً! إذن لا بد من ان نكون نحن نقطة بدء التربية الحديثة حسب مواصفات و مقاييس العالم الأول الذي اكتسب هذه الصفة عن جدارة إذ هو تمكن من ان يخرج من بطن تاريخه الأسود فارس منتصر و انفرد بالريادة.

إذن أين المشكله؟

المشكلة تكمن في ان العالم الأول يملك كل دواء اخترعته الإنسانية إلى اليوم لحل أي معضلة عقلية كانت أو جسديه و لكنه يقف عاجزاً عند تشخيص مرضنا .. فتارةً يجب ان نصلح مناهجنا التعليميه .. و تارةً يجب ان نحرر المرأة .. و أخرى ديموقراطيه حقيقيه .. ألخ. يخيّل لي ان لو كان بالإمكان لرمونا جميعاً في حفرة و انتهوا من حالتنا الميؤوس من تطورها و استبدلونا بأقوام من عندهم تستحق في نظرهم تلك الخيرات التي نرقد عليها .. و لكن هيهات!

يفرض هنا السؤال نفسه، هل هم أفضل منّا؟ ..

الجواب هنا هو نعم و لا ..

نعم هم أفضل منّا لأنهم اليوم هم في صدر الريادة .. و لا لأنهم أخذوا من القرون الوسطى قرون حتى وصلوا إلى ما هم فيه .. أعطيني الخمسمائة عام التي هي بيني و بينك ثم تعال فحاسبني!
و لكن من ذا الذي يستطيع ان يتبنّى هذا الحديث؟ لا أحد .. فشعوب العالم في سباق أول من نوعه في التاريخ لاستعمار الأرض بالشكل الحديث كقوة متفردة وحيده. لم يعد الزمن قابل لأي نوع من توازن القوى. فالعالم آت من فرس و روم .. إغريق و رومان .. أمريكا و روسيا .. و لكن هذا تاريخ .. فمن لديه الوقت لحديث الماضي و السباق محموم للوصول للمستقبل؟

إذن نحن الأطفال الجهله يجب ان نقف في صفّنا الموبوء و نتّبع أوامر الكبار الأصحاء الآتون بالمستقبل .. فهم قد استعمروا ما استعمروا .. و نهبوا خيرات من نهبوا .. و استوطنوا من شائوا في قلب بلادنا .. و ضربونا على وجوهنا و قفانا حتى ثملوا و عاثوا في الأرض فساداً كقوى منفردة منفصله حتى اتحدوا فخرجوا علينا كقوة عظمى وحيده تستعمر و تنهب و تستوطن و تفرض القوانين على الأرض جميعاً بشكل حديث و هذا ما حدث و يحدث ..

و لكن فجأه خرج عليهم المارد فقلب كل المقاييس! خرج عليهم من جوف الطفل الأكبر ورم حاقد خبيث في شكل تنظيم سري دقيق أرغم العظيم على ان يتلفّت حوله! فجأة وجدوا أنفسهم أمام “القاعده” .. مارد لا يحمل أي من صفات الطفل الأكبر و لا اي من صفات كل صفّه الموبوء بشيئ! فلم يستطيعوا حتى ان يلوموا أحد بعينه، فنحن لم ننبس ببنت شفه من قبل و هم يعلمون انه و إن خرج من هنا، لكنه تغذا من هناك فنهش في لحومنا أولاً قبل ان يلتفت إليهم.

فماذا حدث؟ أين يكمن الإختلاف؟ و أين سر المارد؟
يقول البعض ان “القاعده” وهم أمريكي اخترعوه هم إذ لا بد من ان يبقى لديهم بعبع يحاربونه في الأرض ليبقوا على حجتهم في الحاجة للتسلّح أمام العالم دون ان يضطروا لقول أنهم يتسلحون للسيطرة عليه .. كما يهمهم بقاء البعبع كهاجس امريكي يخدم مصالحهم عند تمرير اي قانون أو مشروع بالمليارات يجب ان توافق عليه ديموقراطيتهم التي اخترعوها و حكم شعبهم المفترض.

أنا أؤمن بأن القاعدة توليفتة من نوع ما اخترعها الكبار .. و لكن الذي أؤمن به كذلك أنهم لم يدركوا حقاً حجم قوة و خبث ما اخترعوه. فنحن الأطفال الجهله، أليس كذلك؟
تنظيم “القاعدة” هو تنظيم يجب ان أنحني له احتراماً! فعظمة فكرته سبقت عصره بزمان .. فجميع تنظيمات العالم مهما بلغت من الديموقراطيه تحمل بقدر ما شيئ من المركزية .. فهناك عدة مصالح و توجهات و سياسات لكل دولة يجب ان تخضع كل جهاتها الحكومية لها بالتوجه و التطبيق .. عظمة تنظيم “القاعدة” تكمن في شيئ واحد، إنعدام المركزية في الحكم و التوافق، بالإيمان بشيئ واحد.

كيف تهدم باكستان و العراق و نصف الدنيا و في نفس الوقت تخرج عليك خلايا قاعديه جديده كل يوم؟! و لو كانت كل تلك الخلايا على إتصال بأسامه بن لادن أو الظواهري أو غيرهم من القادة لاستلام التعليمات، لكان انتهى موضوعهم منذ زمن. الحقيقة ان القادة يضعون الخطط الرئيسه و يحددون الأهداف ثم يتركون تحديد التفاصيل و التوقيت و التجنيد و كل ما يتعلّق بشكل مباشر عن العمليّات في يد رئيس تلك الخليه. و من بعدها تنقطع العلاقة بين المركز الرئيسي و الخلية بحيث تنتفي من الأساس فكرة أن يشي أحد بأحد .. و إن وشى، فلا أحد يعرف بالتحديد أين ولا متى فهذه مسؤولية رئيس تلك الخلية فقط .. و كذلك إن كشفت الخليه، فإن لديها القليل من القليل من المعلومات عن مركز القيادة الذي حدد الإحتكاك بأشبه من المعدوم و ليس لديه معلومات إطلاقاً عن غيره من الخلايا.

لذا .. فإني أرى ان نتّبع نظامنا القومي!!! ألسنا الموصومون بعار أسامه بن لادن؟! يا أخي طبّق نظريته العظيمه .. حدد الهدف الأسمى، و إن كان الجنة هي سلعته التي يغرر بها، فإن العمل و الوطنية و جهاد النفس و العلم و الإستقامة و كل الأخلاق الساميه تورث الجنّه! فاجعلها سلعتك لتغرر بها! خطط له الطريق و اعطه التعليمات و اتركه يعمل و ينجز! لماذا تعشقون البيروقراطيه أيها الشعب السعودي و أمامكم الدليل أنكم تبدعون حقاً عندما تعطون شيئ من الحريه؟!

أحمد الله أني لست بمسؤول! لكنت فرضت على المدارس منهاج بن لادن و اتباعه!

عزيزي المسؤول .. أعطني هدف حقيقي .. و أعطني مردود حقيقي أتوق إليه .. و اعطني الأدوات التي احتاجها لأنجز .. و كن حائط الأمان و المساندة خلفي …. و اعطني حرّيتي و اطلق يدي لأبدع. و إني لأعدك كمواطن سعودي بأن أنجز .. و أن أسابق أمريكا و الصين و العالم للمستقبل .. و أن أصبح ذو القوة الأوحد … فنحن أثبتنا أننا شعب ذو ذكاء و دهاء و تصميم و إبداع لم يسبقنا له أحد .. فمن يستطيع ان ينكر ذلك رغم بشاعة نتائجنا؟!

إذن … جرّبني كمواطن يقظ … و إن خذلتك فلا تيأس منّي .. فحذاري .. قد أصبح شعلة في يد غيرك إن أصبت بالإحباط منك.


أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر

3 responses to ““يجب ان تكون “القاعده” مثلنا الأعلى””

  1. Hipolito M. Wiseman

    I simply want to mention I am newbie to blogging and absolutely enjoyed you’re blog site. Likely I’m likely to bookmark your site . You amazingly have fabulous article content. Cheers for revealing your website page.

  2. حنان

    🙂

  3. داليا الشعلان

    رقم جميل جداً ماكتبتي ….لا أخفيك اني معجبة بقلمك كثيراً !

اترك تعليقاً