كنت في الفترة من 1999م و حتى 2002 أعمل في شركة (ميجاستار) و التي كانت تعد في حينه إحدى أكبر الشركات المنتجة للمحتوى الموسيقي و أكبر شركة سعودية تملك حقوق توزيع محتوى كبرى شركات الإنتاج الموسيقي الغربي مثل (Sony music) و (Universal) إضافة إلى حقوق توزيع محتوى كبرى شركات إنتاج الأفلام الأميركية مثل (20th century fox) و (Colombia Tristar) و(MGM)، و قد كان من أكبر التحديات التي تواجه
صناعة الإنتاج الفني و الإعلامي المسموع و المشاهد إضافة إلى المقروء في ذلك الوقت هو قضية عدم وجود قوانين محلية تحمي الحقوق الفكرية للمنتجين و هو الأمر الذي كان له الأثر في تأخر انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية كما قال لي شخصيا الدكتور فواز العلمي رئيس الفريق المفاوض لانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية حينما التقيته في واشنطون في عام 2005 عندما نظمت لصالح جريدة الشرق الأوسط منتدى عن العلاقات السعودية الأميركية و الذي شارك فيه الدكتور فواز كأحد المتحدثين الرئيسين من الطرف السعودي.
قامت شركة (ميجاستار) في حينه و بالتعاون مع الإتحاد العالمي لصناعة التسجيلات الصوتية The International Federation of the Phonographic Industry و المعروفة إختصارا بـ(IFPI) و شركات سعودية في هذا القطاع مثل (روتانا) و (SEDE) و (ميوزك ماستر) على التعاون فيما بينها لتأسيس إتحاد محلي يعمل كذراع ضاغط على الجهات الرسمية السعودية (وزارتي التجارة و الإعلام) من أجل الدفع نحو صياغة قوانين أكثر صرامة و إجراءات تصل إلى تجريم المخالفين لتلك القوانين التي تحرم و تمنع التلاعب في المحتوى الصوتي و إنتاجه بدون تصريح و بيعه دون اتفاقية مسبقة مع مالك المحتوى و هي إجراءات كانت منظمة التجارة العالمية قد اشترطتها بدورها لاكتمال عضوية المملكة لتلك المنظمة.
و أذكر أن الشركات المحلية التي اندرجت تحت ما سمي في حينه (AAA ) او الإتحاد المحلي لصانعي المحتوى الصوتي قامت بالالتزام بدفع مكافآت مالية تقدم من خلال وزارة الإعلام لمفتشيها الذين يقومون بالتفتيش على محلات التسجيلات و محلات الفيديو للتأكد من سلامة منتجاتها من المغشوش و المقلد و الذي كان في وقته يشكل أكثر من 85% من الذي كان يباع في الأسواق السعودية.
وقد أوضحت استطلاعات للسوق في حينه أن شريط نانسي عجرم (أخصمك آه) على سبيل المثال قد باع في السوق السعودي وحده ما يقارب الـ200 ألف نسخه في حين أن وثائق الشركة الموزعة و المنتجة (ميجاستار) لم تسجل أكثر من 45 ألف نسخة مباعة بمعنى أن الفارق كان نسخا مقلده صنعت و غلفت في بدرومات خصصت لتصنيع أشرطه و (سيديهات) مقلدة دون إذن من منتج أو موزع.
اليوم تثار قضية الملكية الفكرية مجددا على شاشات التلفزيون و للمحتوى المرئي في زمن الفضائيات و الإنترنت و الـ(YouTube) و ذلك من خلال ما يثار من قيام أشخصا و جهات معينه بتحميل حلقات مسلسلات و برامج تلفزيونية جماهيرية على قنوات مخصصه لذلك في الـ(YouTube) و ما يعتبره البعض في ذلك بأنه تحدي صارخ لحقوق الملكية الفكرية و ما قد ينتج عن ذلك من خسارة للمنتجين و الموزعين و أصحاب القنوات الذين يدفعون الملايين من أجل الحقوق الحصريه في البث و التوزيع و هو كلام في محلة و منطق لا غبار عليه خصوصا في عالم أصبح المحتوى سلعه رائجة بكل صيغها.
من هنا أقول بأن مطالبة (غوغل) مالكة موقع الـ(YouTube) بعدم السماح لمسجلي البرامج بتحميلها على (سيرفراتها) يسبقه توقيع صاحب المنتج أو البرنامج حقوق مع الـ(YouTube) بموجبه و من خلال تقديم مستندات الملكية و التراضي و ربما دفع رسوم تقوم الـ(YouTube) بمراقبة المحتوى الذي يحّمل على (سيرفراتها) و تقوم بالتالي بمنع من لا يمتلك الإذن من جهة و تسهل عملية البث في حال كان هناك إجراءات تسمح بذلك من جهة أخرى، و قد واجهت ذلك الأمر شخصيا عندما قمت برفع ملف مرئي تضمن موسيقى مسجله كحقوق لإحدى الشركات حيث أبلغتني الـ(YouTube) بأن المحتوى المرفوع سيخضع لملكية الشركة (UMG) مع السماح لي وفق اتفاقية (YouTube) مع تلك الشركة ببث مقطعي المرئي .
اقول من أجل أن يكون لنا وجه لمطالبة الغرب و الدول المتقدمة بالتزامها بالحقوق التي هم من وضعوا أوطرها و تشريعاتها علينا أولا أن نطالب سلطاتنا المحلية بتطبيق تلك الأنظمة على مؤسساتنا الخاصة و العامة من أجل ضمان أن يكون لكل مبتكر و منتج لمحتوى حق في أن يحصل على قيمة تعبه و جهده بدلا من قيام لصوص بسرقة إنتاج الغير و بيعه لصالحهم دون احم و لا دستور، فليحترمك الغير عليك أولا أن تحترم نفسك.
حقوق ملكية المحتوى، و إحترام النفس
أرسلها عبر الفيس بوك
انشرها عبر تويتر
Very nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to mention that I have truly
enjoyed browsing your blog posts. After all
I’ll be subscribing to your rss feed and I’m hoping you write again soon!
I just want to say I’m all new to weblog and definitely liked this website. Likely I’m planning to bookmark your blog . You amazingly come with impressive articles. Thank you for revealing your blog.
أخي ياسر
مع الفضاء الرقمي الفسيح تأتي السهولة و التسهيلات في إطلاق العنان للرأي والإمكانيات ودائماً هناك الجانب الأخر والمظلم للقمر . إن محاولة الحد من “التعدي” وحماية الحقوق لهو أمر صعب للغاية بالإضافة إلى أن العيار كما يقال “فالت” قد تأتينا الأيام بما نرجوا من الضوابط ولو أن هذا صعب (من وجهة نظري) فهناك صناعات قائمة على هذا الغش . الفكرة جديرة بالذكر والبحث ولك دائماً السبق .
بصراحة موضوع الحقوق الفكرية والنشر يمثل عامود من أعمدة نجاح المشاريع عامة ,,
ومن وجهة نظري الشخصية ,, أنا لاأؤمن بقضية سرقة المحتوى أو انتهاك الحقوق فيما يخص الأغاني والمسلسلات والفيديو , لانها, بالنسبة لي, تستحق هذا, لان مبدأها فاسد.
أما فيما يخص الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع , فلابد من تطبيق عقوبات رادعة تصد من يحاول انتهاكها.
وللأسف, معاملة تسجيل براءات الاختراع لدينا تأخذ عقود مقارنة بحقوق فيدو كليب لنانسي عجرم , تتحدث عنه الصحافة والاعلام الفارغ.
احببت مشاركة وجهة نظري
شكرا ياسر
الحقوق يصعب حصرها على الإنترنت هذه الأيام ، فما زلنا نعيش مرحلة مخاض لم تؤثر بصورة كبيرة على أصحاب الحقوق لدينا وحين يدركون الخطر سيلتفتون حينها لمحاولة حماية حقوقهم ، روتانا مثلاً تعلم أن جميع كليباتها على اليوتيوب لكنها لم تحرك ساكناً في مسالة الحقوق ..!
اتمنى ان تحظى المشكلة بحلول لاتسبب خسائر لأصحاب الحقوق و تواكب تقدم التكنولوجيا كما قال مكتوم ..
مكتوم
شكرا على هذا الرابط،، فعلا مفيد و تحليل منطقي لمستقبل الإعلام في السنين القادمة و إن كنت لا زلت أعتقد بأن وسائل الإعلام التقليدية أمامها وقت أطول قبل أن تختفي، فالدارس لتاريخ الإعلام يعلم بأنه عندما ظهر التلفزيون دار حديث عن إضمحلال قريب للصحف و هو ما لم يحدث، و اليوم عند الحديث عن الصحف البلاستيكية على إعتبار أنها بديل للصحف الورقية فإن المتابع لتلك التقنية يعترف بأن الأمر لن يحدث خلال السنين القليله القادمة و إن كان سيكون له تأثير قوي خلال العقود القليله القادمه مع بقاء الورق كوسيلة من ضمن الوسائل الإعلامية، فالتاريخ يثبت بأن ظهور وسائل إعلام جديدة لا يعني بالضرورة إختفاء وسائل قديمة.
تحياتي
قراءة مستوفية وإن كنت أظن أن موضوع الحقوق يحتاج بحث طويل في مدى مواكبتها للتقدم التكنولوجيا حتى بات أمر المتابعة شبه مستحيل ولا أدري ما سيؤول الحال إليه في المستقبل.
بل إن بعض القراءات تبحرت كثيراً في قضايا الملكية ومستقبلها وعلاقتها بالمبدعين والوسائل الإعلامية، ولو شاهدت مقطع فيديو كهذا ستتصور ماذا أقصد: